اختتمت مساء أمس الأربعاء مباريات دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2020" المقامة حالياً وتستمر حتى الحادي عشر من شهر يوليو المقبل بمشاركة 24 مختلفاً وتستضيفها 11 مدينة مختلفة، حيث كشفت النتائج عن المنتخبات التي ودعت المسابقة القارية العريقة وانتهاء مشوارهم سريعاً وعودتهم الى منتخبات بلدانهم، وأخرى تبحث عن استكمال المشوار حتى النهاية خاصة تلك التي قدمت عروضاً قوية للغاية في المسابقة القارية خلال الجولات الثلاث الأولى.
صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أبرزت عدد من الظواهر التي شهدتها البطولة حتى الآن وهل حدث تغييراً في المنتخبات المرشحة للفوز باللقب الحالي أو هل ستكون هناك مفاجآت على مستوى هؤلاء الفرق خلال الأيام القليلة المقبلة.
ومن المقرر أن تنطلق مباريات دور الستة عشر من بطولة "يورو 2020" بمباراة ويلز ضد الدنمارك التي ستنطلق في تمام السادسة مساء على ملعب "يوهان كرويف" بهولندا، وفي التاسعة مساء لقاء إيطاليا ضد النمسا التي ستقام على ملعب "ويمبلي" في لندن.
ويشهد دور الـ 16، 3 مباريات قوية في البطولة مواجهة كل من بلجيكا متصدر تصنيف الدولي ضد البرتغال بطل النسخة الماضية من "يورو 2020" في التاسعة مساء الأحد المقبل على ملعب "لاكرتوخا" بمدينة إشبيلية الإسبانية.
كما سيلتقى منتخبا كرواتيا ضد إسبانيا في السادسة مساء الإثنين على ملعب "باركن ستاديون" بالدنمارك.
فيما يواجه إنجلترا ضد ألمانيا التي ستقام على ملعب "ويمبلي" في لندن بتمام السادسة مساء يوم الثلاثاء المقبل.
فرنسا لا تزال المرشحة رغم بعض السقطات
نجح منتخب فرنسا في الفوز بمباراته الافتتاحية أمام ألمانيا بهدف نظيف في الجولة الأولى بملعب "أليانز أرينا" قبل أن يتعادل بهدف أمام المجر في مفاجأة كبيرة قبل أن يعود للتعادل مجدداً 2-2 أمام حامل اللقب البرتغال الا أن الديوك استطاعوا حسم صدارة مجموعة الموت لصالحهم.
وبالرغم من عدم تقديم فرنسا المستوى المأمول ظلت فرنسا في مقدمة المرشحين بعد المستويات الرائعة التي قدمها الثلاثي بول بوجبا ونجولو كانتي وأدريان رابيوت في منطقة الوسط مع عودة كريم بنزيما للتهديف بعد غياب دام طويلاً.
وفي مواجهة سويسرا تتطلع فرنسا لمواجهة الفريق الفائز من بين اسبانيا وكرواتيا لمواجهته في دور الثمانية للبطولة وسط آمال بعودة كيليان مبابي لحاسته التهديفية مع الديوك.
عودة جيدة لمنتخب إيطاليا
كان غياب منتخب إيطاليا عن بطولة كأس العالم الماضية "روسيا 2018" أمر محزن للكرة الأوروبية والعالمية بصفته بطل سابق وأحد القوى التي تمثل حضورا مميزاً في المسابقات العالمية والقارية لذلك جاءت عودته لمستواه بشكل مميز في بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2020" أمر جيد للغاية.
منتخب إيطاليا نجح في الفوز بمبارياته الثلاث على التوالي دون أن يتلقى مرماه أية أهداف بدفاع عتيق مستمد من أسلوبهم عبر التاريخ وهو ما يجعل مواجهة النمسا سهلة نسبياً في مباراة دور الستة عشر من المسابقة والتي ستكون طريقه لمواجهة أي مكن البرتغال أو بلجيكا في دور الثمانية من يورو 2020.
منتخب إيطاليا يتميز بالكرة الجماعية التي وصلت بهم الى ذروة مستواهم الفني بالإضافة الى ما لاعبين لفتوا الأنظار اليهم أمثال ليوناردو سبيناتسولا ومانويل لوكاتيللي على وجه الخصوص بالإضافة الى أهداف المهاجمون شيرو إيموبيلي ولورينزو إنسيني.
تحسن مستوى إنجلترا ليكون الأداء أكثر فعالية
منتخب إنجلترا نجح في التأهل الى دور الستة عشر من بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2020" بدون أي يتلقى مرماه أية أهداف في الجولات الثلاث الأولى، بالإضافة الى امتلاكه ثروة من المواهب والنجوم في النواحي الهجومية.
أداء إنجلترا الهجومي كان محبطاً في بعض الأحيان وهو ما وضع بعض القلق ينتاب الجماهير لكن جاريث ساوثجيت المدير الفني لمنتخب الأسود الثلاثة سيضع أفضل تشكيل أمام ألمانيا في الجولة المقبلة من البطولة وستكون فرصة الإنجليز أفضل حال عبور ألمانيا حيث سيكون المنافس القادم في دور ربع نهائي البطولة ما بين السويد وأوكرانيا.
هل يتألق هاري كين ومبابي قريباً
نجح كريستيانو رونالدو نجم البرتغال وروميلو لوكاكو مهاجم بلجيكا في تسجيل الأهداف تلو الأخرى بالبطولة لكن كانت الصدمة في عدم قدرة هاري كين نجم فريق توتنهام وكيليان مبابي لاعب باريس سان جيرمان قوية بعدما غابا عن تسجيل الأهداف في المباريات التي خاضوها حتى الآن وبات واضحاً كفاهم للحضور تهديفياً.
ويبدو أن مباريات دور الستة عشر للثنائي هاري كين وكيليان مبابي آخر فرصة لهما اذا ما أرادا التواجد بين الكبار في بطولة كأس الأمم الأوروبية خاصة وأن الأخيرة لم يقدم مستوى أكثر من 6 من 10 كدرجة فنية له.
الاعتزاز بقدرات رونالدو الدائمة
أن يكون هناك لاعباً عمره 36 عاماً ويتصدر ترتيب هدافي بطولة كأس الأمم الأوروبية بعدما استطاع تسجيل 5 أهداف وصناعة آخر ما جعله مرشحاً فوق العادة للفوز بالكرة الذهبية خلال النسخة الحالية من البطولة.
رونالدو نجح خلال فعاليات البطولة ومع انتهاء دور المجموعات في أن يعادل رقم علي دائي بعدما وصل الى الهدف 109 في مباراة البرتغال ضد فرنسا مساء أمس الأربعاء.
كما نجح رونالدو في تسجيل 48 هدفاً في آخر 45 مباراة مع منتخب البرتغال تجعل الجميع يتحدث عن لاعب يمثل عمره مجرد رقم فقط.
البطولة تتجاوز البدايات البطيئة
الأداء الضعيف وعدم وجود أهداف في الشوط الأول من مباريات البطولة أحد العلامات الواضحة حيث احتاجت إيطاليا في الافتتاح أمام تركيا الى 53 دقيقة لتسجيل أول أهدافها أمام تركيا، كما انتظرت إنجلترا الى 57 دقيقة للتسجيل ضد كرواتيا والبرتغال احتاجت هي الأخرى الى 84 دقيقة للتسجيل في مرمى المجر.
معظم مباريات الجولة الأولى كان المشهد الغالب هو الانتظار الى الشوط الثاني ووقت متأخر من المباريات لتسجيل أهداف لكن مع مرور الوقت بدأت الملامح تتغير والأمور تتحسن فنيا خاصة وأن الجميع كان يعلم ان الوصول الى النقطة الرابعة يعني التأهل الى الدور التالي.
عام ليس جيداً لأن تكون حصان أسود
وضع معظم الخبراء والمحللين منتخبات تركيا وروسيا وبولندا في فئة منتخبات الحصان الأسود الا أن الثلاثة عادوا إلى بلادهم في أسرع وقت بعد انتهاء دور المجموعات.
وكانت تركيا أكثر المنتخبات المتفائلة بعد عودة المدير الفني الناجح سابقاً سينو جونيس خاصة انه استطاع أن يقدم نتائج جيدة في بعض مباريات التصفيات الأخيرة لكن الأمور كلها تجمدت منذ المباراة الافتتاحية أمام إيطاليا وبات وضعهم مؤسفاً بخسارة بالثلاثة وبعدها مواجهة ويلز التي أقيمت في مدينة باكو التي منحت الدعم الكامل للأتراك في المدرجات، حتى وصلت الى الإهانة الكروية الأخيرة امام سويسرا في المباراة الثالثة في دور المجموعات وخسارته 3 / 1 ووداع البطولة نهائيا.
التنظيم ليس مثالياً لكنه مثير
يبدو أن خوض كل هذه المباريات لخروج 8 فرق فقط من اصل 24 مشاركا، من بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2020" ليس أمراً طبيعياً لكنه وضعنا في اثارة بعض الشيء خاصة مع تواجد 3 منتخبات مثل البرتغال وفرنسا وألمانيا في المجموعة السادسة مثلاً فبالرغم من مخاطرة خروج أي منهم من المسابقة الا أنهم في النهاية صعدوا الى الدور التالي.
وزاد من الإثارة ان المباراة الوحيدة التي كانت تحصيل حاصل في الجولة الأخيرة من المسابقة القارية هي لقاء هولندا ومقدونيا الشمالية حيث ضمنت الأولى التأهل والثانية ودعت البطولة مبكراً من الجولة الثانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة