قالت صحيفة الجارديان البريطانية أن الجماعات التابعة لداعش فى أفريقيا تستعد لتوسع كبير بعد سلسلة من الانتصارات المهمة والتحالفات الجديدة والتحولات فى الاستراتيجية التى عززت موقعها فى معظم أنحاء القارة.
ورأت الصحيفة أنه بعد المكاسب الأخيرة فى نيجريا والساحل وموزمبيق وجمهورية الكونغو الديمقراطية، تؤكد دعاية داعش التى نشرتها قيادة الجماعة فى الشرق الأوسط على أن جنوب الصحراء الكبرى فى أفريقيا هى جبهة جديدة قد تعوض الجماعة عن انتكاسات كبيرة فى أماكن أخرى.
تشير الروايات التفصيلية للمناقشات الأخيرة فى نيجريا، حيث هزمت ولاية غرب أفريقيا الإسلامية التابعة لداعش مؤخرا جماعة بوكو حرام، إلى تركيز داعش الجديد فى أفريقيا على توفير الأمن والخدمات الأساسية للمجتمعات المحلية.
وعلى الرغم من اختلاف الاستراتيجيات وفقا للظروف المحلية، إلا أن المحاولة الجديدة للجماعة لإنشاء مناطق حكم جهادى يمكن أن تشكل تحديا كبيرا للسلطات الوطنية الضعيفة والفاسدة وغير الفعالة كما يخشى المحللون.
وقال فينسينت فوتشر، الخبير فى التطرف الإسلامى فى نيجريا لدى مجموعة الأزمات الدولية، إنه بالنسبة لتنظيم مثل داعش، فإن منطقة الصحراء الكبرى الأفريقية هى المكان الذى يمكن إحداث تأثير كبير فيه بأقل الموارد. وهى واحدة من المناطق القليلة فى العالم حيث يسيطر داعش فعلا على أراضى ممتدة لعدة آلاف من الكيلومترات، وهى جبهة لهم.
وكان ولاية غرب أفريقيا الإسلامية التابعة لداعش قد اقتحم سامبيزا، وهى رقعة من الغابات الكثيفة ذات الأهمية الاستراتيجية فى شمال شرق نيجريا الشهر الماضى، مما أسفر عن مقتل زعيم بوكو حرام أبو بكر شيكاو، ووراثة العديد من أتباعه وأيضا خزائنه وأسلحته.
ومنذ ذلك الحين، سعت الجماعة إلى دمج قادة بوكو حرام السابقين وإقناعهم بعد رؤية أى مسلم يعيش خارج المناطق التى يسيطرون عليها كعدو ومرتد، كما كان شيكاو يعتقد. وجادل زعيم الحركة، أبو مصعب البرناوى، بأنه ينبغى الآن السماح بحمل جواز سفر ووثائق هوية حكومية أخرى.