قرر اللاجئ الكردى العراقى سارتيب نامق، توثيق رحلته من كردستان العراق إلى مركز إيواء اللاجئين المؤقت فى مطار تمبلهوف فى برلين فى رواية مصورة من 80 صفحة، حيث إن الحياة فى مركز إيواء اللاجئين فى مطار تمبلهوف القديم كانت نقطة الانطلاق لفكرته لعمل كتابه "قلعة الحلم"، والكتاب عبارة عن رواية مصورة بدون كلمات، ويبدأ بقصة سارتيب نامق فى وطنه.
يقول الكتاب "عندما أصبحت الظروف المعيشية هناك لا تطاق بسبب الجفاف الذى تسبب فى موت الأشجار وجفاف البحيرات، ليبدأ نزوحه، وينضم إلى تيار اللاجئين والوافدين الجدد الذين انتهى بهم المطاف فى برلين بعد رحلة محفوفة بالمخاطر والمغامرات"
يهدف الشاب سارتيب من خلال كتابة "قلعة الحلم"، إيصال رسالة للشباب بأنه يمكن العمل مع أشخاص من دول وثقافات أخرى، ويضيف: "يهمنى أن تصل هذه الفكرة للشباب فى العراق الذين يشعرون بالإحباط بسبب الأوضاع السياسية ويفكرون فى الهجرة. أريد أن أوضح لهم بأن الطريق ليس سهلا ولا يعنى وصولك هنا نهاية المشوار، بل هناك الكثير من الصعاب، التى على المرء تخطيها، حتى ينتقل إلى ما يطمح له".
كان صمت سكان المخيم هو الذى أعطى سارتيب وأصدقاءه فكرة عمل رواية مصورة، توثق رحلته من كردستان العرق إلى برلين و تحول مكان إقامته فى مطار تمبلهوف إلى مدينة خيالية. ساعده فى تحقيق هدفه فنانون ألمان، من بينهم الفنان الألمانى ألكسندر كوخ من برنامج "الرعاة الجدد" الذى يدعم الأفكار والمشاريع غير المألوفة.
ويختتم سارتيب حديثه عن الكتاب بقوله: "التغلب على الأحكام المسبقة والانطباعات النمطية السلبية ضد اللاجئين فى ألمانيا هو الهدف الأساسى من فكرة المشروع وعمل الكتاب".
"كان هذا أفضل شعور شعرت به على الإطلاق" هذا ما قاله سارتيب لحظة نشر روايته المصورة: "حينها لم أستطع التفكير فى أى شيء آخر لمدة يومين. كنت سعيد جدا، فى ذلك الوقت قلت لأصدقائى فى مركز إيواء اللاجئين: هذه البداية فقط دعونا نذهب إلى هذا الاجتماع. نلتقى بأناس جدد وفى أسوأ الحالات نتعلم فقط كلمة ألمانية واحدة أو كلمتين جديدتين".
وأشار ساتريب إلى أن هذا المشروع يمكن أن يعطى دفعة للاجئين الآخرين للقيام بشيء ما أو ربما يأملون الآن فى القيام بشيء ما بأنفسهم.
وتم توزيع عشرات النسخ من الرواية إلى المكتبات والمدارس ومراكز اللجوء ومنظمات الشباب، حتى يصل مشروع سارتيب إلى الكثيرين. كما خصصت أرباح بيع الكتب المصورة لمنظمة الإغاثة الألمانية "سى ووتش" التى تنقذ اللاجئين والمهاجرين العالقين فى عرض البحر.
يعيش اللاجىء الكردى العراقي، سارتيب نامق حاليا فى العاصمة الألمانية برلين ويعمل فى أحد المطاعم بها. إلى جانب هذا لا زال الشاب يطمح إلى تغيير واقعه إلى الأفضل كما حدث مع بطل روايته المصورة.