دخلت معظم بلدان القارة الأفريقية موجة ثالثة من وباء كورونا، لاسيما بعد انتشار سلالة دلتا بشكل كبير فيها، الأمر الذى يعد كارثة صحية فى ظل نقص اللقاحات المضادة لفيروس كورونا وضغط حاد على المستشفيات المنهكة، وتطعيم 1.1 ٪ فقط من سكانها البالغ عددهم 1.3 مليار شخص بشكل كامل واستنفاد الإمدادات الطبية وإنهاك الأطباء جسديًا وعقليًا فضلا عن اضطرار المستشفيات في بعض الحالات لرفض استقبال المرضى بسبب نقص الأسرّة والأكسجين.
وتشهد القارة السمراء أبطء عملية تلقيح وأضعف أنظمة الرعاية الصحية، وصدمت سرعة انتشار السلالة الجديدة، خبراء الصحة في أفريقيا. ويحذر البعض من أن الإصابات السابقة بسلالات أخرى من فيروس كورونا قد لا يحمي من سلالة دلتا، مما يترك قطاعات من السكان التي يعتقد أنها محصنة مرة أخرى معرضة للخطر.
وفى أوغندا، في الأيام الماضية، توفي مريض من بين 30 مصابا بكوفيد-19 في وحدة العناية المركزة بأكبر مستشفى في البلاد بسبب نفاد إمدادات الأكسجين.
وكان الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني، دعا أفراد شعبه البالغ عددهم 42 مليونًا للانضمام إلى يوم الصلاة في جميع أنحاء البلاد، داعيًا إلى التدخل الإلهي بعد أن فشلت بعض إجراءات الإغلاق الأكثر صرامة في العالم في وقف انتشار العدوى.
وفي العاصمة الأوغندية، كمبالا، مات العشرات من مرضى كورونا بسبب نفاد إمدادات الأوكسجين، وفقًا لمسؤولي الصحة وأقارب الضحايا.
وفي جنوب أفريقيا، قال رئيس البلاد سيريل رامافوزا، في خطاب متلفز فرض فيه إجراءات إغلاق جديدة: "نحن في قبضة موجة مدمرة تبدو بكل المؤشرات أنها ستكون أسوأ من تلك التي سبقتها. الانتشار السريع خطير للغاية".
وبحسب صحيفة "بزينس داي" القرار جاء بسبب منح الوزير عقدا بقيمة 150 مليون راند (5ر10 مليون دولار) لشركاء على نحو يخالف الإجراءات المعمول بها.
وبحسب ما أوردته وكالة بلومبرج للأنباء اليوم الثلاثاء، لايتوقع مخيزي أن تأتي نتيجة التحقيق الذي تجريه "وحدة التحقيق الخاصة" في صالحه، ويستعد للطعن على القرار قانونيا.
فيما تشهد 20 دولة على الأقل زيادات حادة في الإصابات، قفزت الإصابات بكورونا في القارة بنسبة 31٪، بينما ارتفع عدد الوفيات بنسبة 19٪، وفقًا للمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وتم تسجيل وجود السلالة حتى الآن في ما لا يقل عن 13 دولة من أصل 54 دولة في القارة، على الرغم من أن القليل من الدول الأفريقية لديها القدرة على تسلسل الجينوم على نطاق واسع.
وقال جون نكينجاسونج، مدير مركز مكافحة الأمراض في إفريقيا: "إنه لأمر مخيف أن نرى ما يحدث في جميع أنحاء القارة. هذه هي المرة الأولى التي نبدأ فيها في رؤية البلدان تفيد بأن نظامها الصحي منهار تماما".
كما ذكر المعهد القومي للأمراض المعدية في جنوب أفريقيا أن الحصيلة الرسمية للوفيات المرتبطة بفيروس كورونا تجاوزت 60 ألفاً، حسبما أفادت وكالة بلومبرغ للأنباء.
وقال المعهد في بيان الإثنين، إنه تم تسجيل 138 حالة وفاة خلال الـ 24 ساعة الماضية ما يجعل إجمالي حالات الوفاة يصل إلى 60 ألفاً و38 حالة وفاة.
وذكر مجلس الأبحاث الطبية الجنوب أفريقي، الذي يرصد عدد الوفيات، أنه طبقاً لدراسات أعداد الوفيات فإن العدد الفعلي لحالات الوفاة بسبب الفيروس قد يتجاوز 170 ألف حالة.