الحقيقة أن فكرة الاستفتاءات أوإنشاء لجان تحكيم لاختيار الأفضل فى كل مجالات الإبداع أمرعظيم ومطلوب كل فترة للتشجيع والتحفيز والعمل على الارتفاع بمستوى الإبداع فى جميع المجالات، ولكن بشرط أن تخضع هذه الاستفتاءات أو لجان التحكيم للشروط الموضوعية المعمول بها فى كل الدول المتقدمة.
منذ أيام خرج علينا مهرجان أسوان لسينما المرأة باستفتاء عن اختيار أفضل 100 فيلم للمرأة في تاريخ السينما العربية بإشراف الناقد الكبير كمال رمزي، وبمشاركة 70 ناقدا، وأول سقطة لهذا الاستفتاء الغريب تجاهل أفلاما كثيرة مهمة، واحتوى على أفلام أخرى لا قيمة لها، بل لم تحقق أي نجاح جماهيري أو نقدي والأمثلة كثيرة .
لا أعرف كيف لناقد كبير في حجم الأستاذ كمال رمزي يوافق على هذا العوار الموجود بهذا الاستفتاء الباطل، ولماذا رفض الناقد الكبير طارق الشناوي المشاركة فيه ؟ ، بل أنه وصفه هو الآخر بالاستفتاء الخالي من المعايير الدقيقة وفكرة معيار تخصيص استفتاء عن أفلام المرأة في الأساس خاطئ ، وأنا شخصيا اتفق معه في هذا الرأي فاي فيلم عن الرجل هو عن المرأة واي فيلم عن المرأة هو عن الرجل .
النجمة الكبيرة نادية الجندي من أكثر نجمات جيلها تقديما لقضية المرأة ولها الكثير من الأفلام التي تناولت فيها هموم ومشاكل المرأة منها مثلا : ( الضائعة ، رغبة متوحشة ، بمبة كشر ، خمسة باب ، شهد الملكة ) وغيرها الكثير . فهل يعقل أن يتجاهل استفتاء عن أفلام المرأة نجمة كبيرة في حجم نادية الجندي قدمت ما يزيد عن 80 فيلما وأكثر ؟ ، تلك السيدة حصلت علي الكثير من الجوائز في مهرجانات دولية وعربية عن أفلامها وكرمتها كل المهرجانات ، وكرمتها منظمة الصحة العالمية عن أفلامها التي حاربت فيها تجارة المخدرات ، كل هذا التاريخ وكل هذا الابداع وتخلو قائمة الـ 100 فيلم من أفلام نادية الجندي ويوضع بداخله أفلام أخري فشلت جماهيريا ونقديا وتبرأ منها صناعها !!
أي استفتاء هذا الذي يتجاهل الأفلام المهمة ويختار أفلام يغلب عليها شبهة المجاملات؟ ومتي شاهدوا قائمة الأفلام العربية التي تتجاوز الآلاف لكي يختاروا ويقيموا ويحددوا ؟ وما هي معايير الاختيار لتلك الأفلام ؟ وما هي معايير الترتيب حسب الأهمية؟ وما هي الأسس العلمية والموضوعية لاختيار الأفلام الـ 100 ؟ لم يجيب صناع الاستفتاء علي أي سؤال من تلك الأسئلة لأنه لا إجابة ، حيث ان العشوائية والمزاجية كانت هي المعيار في الاختيار ومن المؤكد ان هذا الاستفتاء باطل ولا يجب الاعتماد عليه كمرجع لكونه تجاهل أفلاما مهمة وقامات مهمة في سينما المرأة لو كانت هناك ما يسمي بسينما المرأة من الأساس .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة