كثيرًا ما يلعب الحظ والصدفة دورهما فى حياة الإنسان، فأحيانا ينجو من الموت أو يحقق نجاحًا ويتغير مصيره بسبب صدفة أو ضربة حظ، حين يقرر القدر له مصيرًا آخر، وكثيراً ما لعبت الصدفة والحظ دورهما فى حياة نجوم الزمن الجميل لينجو بعضهم من موت محقق أو يحقق نجاحًا وشهرة ونجومية.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1961 نشرت المجلة عددًا من المواقف والأحداث التى حدثت لنجوم الزمن الجميل والتى تغيرت معها أقدارهم، سواء بدفعهم إلى طريق الفن والمجد والشهرة أو بنجاتهم من موت محقق.
وأشارت الكواكب إلى ما حدث مع كوكب االشرق أم كلثوم حين جاءت من قريتها بالدقهلية لتغنى أول مرة وهى طفلة فى شارع محمد على بالقاهرة.
وقالت الكواكب أن الفتاة الريفية الصغيرة والقصيرة وقتها وقفت فى السرادق الكبير بحى المناصرة فى شارع محمد على تستعد للغناء، وكان السرادق يتكدس بالجمهور الذى ينتظر أن يستمع لهذه الطفلة القروية التى ترتدى العقال والجلباب الريفى، ولم تكد الطفلة تبدأ فى الغناء حتى اشتعلت خناقة حامية بين فتوات حى المناصرة تساقط فيها عدد من الجرحى، وحاولت الطفلة ووالدها البحث عن مخرج من السرادق للنجاة من هذه المعركة التى توافد عليها أبناء الأحياء المجاورة فى محاولة لفض المعركة.
وكان من بين من جاءوا لفض المعركة شاب لاحظ هذه الطفلة وهى تحاول الهرب، فأشفق عليها واستبقاها فى مكان آمن حتى يتم فض الخناقة، ولم يشأ أن ترحل دون أن تغنى فى هذه الليلة التى كانت تمثل لها أهمية خاصة لأنها أول محاولة لها فى القاهرة أمام جمهور كبير.
واستطاع هذه الشاب أن يصنع لها حالة من الهدوء ويعيد الجمهور إلى مقاعده حتى تبدأ الفتاة فى الغناء، وما كادت الطفلة تغنى حتى سحرت الحاضرين الذين صفقوا لها بشدة بعد إعجابهم الشديد بجمال صوتها، وبعد أن انتهت الطفلة من الغناء وشعرت بالنجاح والسعادة الغامرة تقدم إليها هذا الشاب وكتب معها عقداً للاشتراك فى حفلاته وتحدث عنها فى حواراته للصحف، حيث كان هذه الشاب هو صديق أحمد أحد أشهر متعهدى الحفلات وقتها والذى ساقه القدر فى هذا اليوم ليتعرف على الطفلة أم كلثوم ويضعها على أول طريق الفن والشهرة حتى أصبحت أشهر صوت عرفه الفن وكوكباً للشرق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة