لما فى باطن الأرض كنوز، على ظهرها أيضًا كنز يُسمى الأمانة، يجتمعان هذه المرة لدى فلاح بمنطقة الرخاء التابعة لمركز ومدينة الحسينية بمحافظة الشرقية، يقتات على القليل من خلال العمل فى أرض ملك غيره، وعندما اكتشف بمحض الصدفة قطعة أثرية اصطدمت بإحدى المعدات خلال تهيئة الأرض للزراعة، أبلغ وزارة الآثار التى حضرت، وأكدت أثريتها وأهميتها الكبيرة، وجرى نقلها إلى متحف الآثار بالإسماعيلية.
"اليوم السابع" استمع إلى المزارعين وصحاب الأرض، لمعرفة كواليس العثور على القطعة الأثرية، وهى عبارة عن لوحة بطول أكثر من متر وعرض أكثر من متر، سليمة، وليس بها أى كسور نهائيًا، ومنقوش عليها حروف هيروغليفية.
ويقول الحاج محمد عبده، الذى يقوم بزراعة الأرض لمالكها، إنه خلال حفر وتسوية الأرض لتجهيزها للزراعة، اصطدمت إحدى المعدات فى قطعة خرسانية، وعلى الفور تم وقف العمل، وإبلاغ مالك الأرض، ووصل على الفور وتم إبلاغ شرطة الآثار التى حضرت بخبراء الآثار لمعاينة الموقع.
.jpg "لوحة الإسماعيلية الأثرية (2)")
وأضاف، أنه فور فحص اللوحة وإثبات أثريتها من قبل خبراء الآثار، تم الدفع بقوة شرطية لتأمينها، كما ساعد الأهالى الشرطة فى تأمينها على مدار يومين، حتى تم نقلها لمتحف آثار الإسماعيلية، بإشراف وزارة الآثار.
وكشفت وزارة الآثار عن تفاصيل اللوحة الآثرى، وهى لوحة حفر عليها خرطوش للملك "واح- ايب- رع" خامس ملوك الأسرة 26، و15 سطرًا من الكتابة الهيروغليفية، ويعلوها قرص الشمس المجنح، ويبلغ طول اللوحة 230 سم، وعرضها 103سم، وسمكها 45 سم، ومصنوعة من الحجر الرملي.
.jpg "لوحة الإسماعيلية الأثرية (1)")
ويعد الملك "واح- ايب- رع" من الملوك العظام الذين حكموا مصر فى ظل الأسرة السادسة والعشرين، وهو فرعون من مصر (589 ق.م - 570 ق.م)، حيث كان له دور بارز وفعال فى تاريخ مصر السياسى بالخارج، بالإضافة إلى تحولات سياسية داخلية خطيرة، وكان أول عمل قام به عند اعتلائه العرش، هو استعادة "سوريا" و"فلسطين"، وذلك لكى يحقق أمال أسرته القديمة لاسترداد مستعمرات مصر هناك، ولهذا فقد عقد تحالفًا مع الملك "صدقيا" ضد "نبوخذ نصر" لتفادى سقوط القدس.
واللوحة التى تم العثور عليها كانت خاصة بحملة حربية نفذتها مصر فى عهد الملك، وشهد عهده عدة حروب مختلفة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة