«نسعى لتغيير حقيقى لأهلنا فى الريف، والبلاد لا تبنى بالكلام والأمانى»، كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء تفقده للمعدات الخاصة بمبادرة «حياة كريمة» لتطوير الريف المصرى، وهى المبادرة التى تأتى من بين مبادرات كثيرة نجحت على مدى السنوات الثمانى الماضية فى تغيير واقع فئات كثيرة من المجتمع، وتأتى مبادرة حياة كريمة لتمثل درة مبادرات بناء الإنسان، لأنها تتعلق بأكثر من نصف السكان فى مصر، وقرى ظلت بعيدة عن الاهتمام لعقود، وبقيت التنمية فى هذه الأقاليم تتوقف عند عمليات ترميم.
كان اختيار «30 يونيو» للتأكيد على مبادرة بدأت بالفعل وقطعت شوطا فى التنفيذ، رسالة على أن الجمهورية الجديدة نتاج ثقة الشعب المصرى فى قدراته، وثمار صبر وتحمل لنتائج إصلاح اقتصادى مؤلم، ما كان يمكن أن ينجح لولا ثقة الشعب، ولهذا لا يترك الرئيس السيسى مناسبة إلا ويوجه فيها الشكر للشعب باعتباره بطل ثورة 30 يونيو، وبطل التغيير والإصلاح.
اليوم تأتى مبادرة حياة كريمة ضمن عملية بناء شاملة للدولة بالشكل الذى يستحقه المواطنون، وهى واحدة من أضخم المبادرات التى تم إطلاقها خلال السنوات الأخيرة، وتتضمن النهوض بمكونات البنية التحتية من مياه وكهرباء وغاز وصرف صحى وتبطين الترع ورصف الطرق وخدمات الصحة والتعليم، وتشمل 4500 قرية وتوابعها، تمثل 56 % من السكان، وتنتهى خلال 3 سنوات، بعدها كما جرت العادة سوف تظهر ثمار الاستراتيجية الكبرى للتنمية التى بدأت قبل 8 سنوات.
أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، رصد 200 مليار جنيه لكل مرحلة فى مبادرة تطوير الريف، وهى متضمنة فى خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لعام 21/22 التى أقرها مجلس النواب، تستفيد منها نحو 20 محافظة، بإجمالى نحو 1367 قرية وعدد المستفيدين 17.6 مليون مواطن.. ويقول الرئيس: «حرصنا على بدء المشروع فى مثل هذا اليوم ليكون تغييرا حقيقيا لأكثر من نصف سكان مصر.. بنتكلم بين 50 و60 مليون إنسان فى الريف المصرى بنغير حياتهم».
وأضاف الرئيس: «نسعى لتغيير حقيقى لحال أهلنا فى المرحلة الأولى والثانية والثالثة من المبادرة.. 52 مركزا فى المرحلة الأولى ومش هننسى توابعهم.. بنعمل ده علشان ده واجبنا تجاه بلدنا.. وكل مسؤول يشارك معانا سواء الكهرباء أو الإسكان أو الزراعة أو الرى».
والواقع أن سياسة المبادرات نجحت فى توفير الجهد والوقت، وساهمت فى تحقيق النتائج بشكل تجاوز الكثير من العراقيل الإدارية أو البيروقراطية، حيث نجحت مبادرة القضاء على فيروس «سى» فى علاج ملايين المصريين، بعد عقود ظل فيها المصريون تحت رحمة فيروس قاتل، عاجزين عن تلقى العلاج، لكن المبادرة نجحت فى علاج المرضى بالمجان، بينما كان الدواء يباع بعشرات الآلاف فى دول أخرى، بل امتدت المبادرة لعلاج مليون أفريقى، فضلا عن اللاجئين وكل من يعيش على أرض مصر.
وقد اعتبرت منظمة الصحة العالمية مبادرة القضاء على فيروس الكبد «سى» نموذجا يحتذى به ويمكن نقله لدول أخرى، وأيضا مبادرات «100 مليون صحة» و«تكافل وكرامة» و«حياة كريمة» اعتبرتها الأمم المتحدة أفضل الممارسات الدولية، توافقا مع كل أهداف التنمية المستدامة، ولا يمكن تجاهل مبادرة إنهاء العشوائيات التى كانت أحزمة حول القاهرة والمحافظات، وتم نقل سكانها إلى مجتمعات إنسانية وليس مجرد مساكن إيواء، كما كان فى السابق، حيث ظلت العشوائيات عارا يبدو من المستحيل تغييره، لكن المستحيل تحقق وتقترب مصر من إعلان خلوها من العشوائيات، وبتكلفة مئات المليارات، وفرتها نتائج الإصلاح الاقتصادى.
ومن بين أهم المبادرات الرئاسية، التى أعلنها الرئيس فى 30 يونيو، إعلان تحمل الدولة لعلاج مرض الضمور العضلى بتكلفة 3 ملايين دولار لكل طفل، وهى خطوة تبدو ضمن هزيمة المستحيل، حيث يظل مرضى الضمور العضلى فى كل العالم بعيدين عن الاهتمام، بسبب ارتفاع التكلفة، لكن إعلان الرئيس لهذه المبادرة يمثل بشرى لأسر هؤلاء المرضى، ولكل أسرة يفترض أن تشعر بالاطمئنان على صحة أبنائها.
ولا يمكن تجاهل مبادرات علاج التقزم وضعف السمع فى الأطفال، بجانب مبادرات فحص السيدات المبكر للوقاية من سرطان الثدى، فى إطار ما يتعلق ببناء الإنسان، والصحة التى تمثل أحد أهم محاور الحماية الصحية والاجتماعية.
وأكد الرئيس فى كلمته بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو، «إن مصر وجدت طريقها إلى التنمية الحقيقية مدعومة باصطفاف ودعم شعبها العظيم للاستمرار فى العمل والتطوير والبناء والإصلاح لمجابهة التحديات التى طال أمدها»، فى تأكيد على أن الجمهورية الجديدة لكل أبنائها فى كل مكان.