كشفت دراسة حديثة صادرة عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية عن تبنى تنظيم داعش استراتيجية بديلة أطلق عليها استراتيجية "فترات عدم التمكين"، حيث يسعى تنظيم "داعش" عبر تأسيس "أهِلَّة داعشية" ثلاثة فى الساحل الأفريقى ووسط افريقيا وآسيا
ووفقا للدراسة فإن هذه الإستراتيجية تسعى لتحقيق أهداف عديدة يتمثل أبرزها في:
1- إضعاف المنافسين: لاسيما تنظيم "القاعدة"، حيث يحاول "داعش" من خلال تأسيس "الأهِلَّة" الثلاثة محاصرة تنظيم "القاعدة" لاستقطاب ما تبقى من أفرع وعناصر التنظيم فى بعض المناطق، كما حدث بإعلان مجموعة الإرهابى أبو بكر شيكاو- زعيم تنظيم "بوكوحرام" الذى قتل من قبل عناصر تابعة لتنظيم "داعش"- البيعة للأخير، الذى أعلن قبوله لذلك حسب ما جاء على لسان المتحدث الرسمى للتنظيم أبو حمزة القرشى فى خطابه الأخير. وبمعنى آخر، فإن "داعش" يحاول انتزاع زعامة الحركات الإرهابية وخصوصاً من تنظيم "القاعدة"- المنافس القوى فى أفريقيا وآسيا- لاسيما وأن الفئة المستهدفة للتنظيمين متشابكة بشكل كبير، بما يضع عقبات، وفقاً لاتجاهات عديدة، أمام فكرة التعايش بين الطرفين، عبر تقبل وجود كل طرف فى منطقة نفوذه.
2- رسائل للقوى المناوئة: يسعى "داعش" من إعادة تأسيس بؤر ومحاور "داعشية" ممتدة إلى توجيه رسائل إلى القوى المعنية بالحرب ضد الإرهاب، مفادها أنه ما زالت لديه القدرة على تعزيز حضوره ونفوذه فى مناطق مختلفة، رغم كل الضربات والهزائم التى تعرض لها، لاسيما فى كل من سوريا والعراق.
3- السعى للتمدد واستعادة النفوذ: يحاول التنظيم الترويج إلى أن انسحابه الاضطرارى من بعض المناطق، بسبب تلك الضربات والهزائم التى منى بها، يوازيه تعزيز النفوذ فى مناطق جديدة، عبر اعتماد نمط اللامركزية فى الانتشار والتمدد، مع توسيع شريحة المؤيدين والمتعاطفين من خلال التركيز على الدول غير العربية، وبشكل خاص الأقليات المسلمة فى بعض الدول الأفريقية والآسيوية.
4- تقليص الضغوط على التنظيم المركزي: لا يمكن فصل حرص التنظيم على تكثيف عملياته الإرهابية فى أنحاء مختلفة من العالم، وخصوصاً فى أفريقيا، عن محاولاته تقليص حدة الضغوط التى يتعرض لها المركز الرئيسى فى سوريا والعراق، خاصة مع اتجاه العديد من القوى الدولية إلى تعزيز مشاركتها فى جهود مكافحة التنظيم، على غرار بريطانيا، التى أعلنت، فى 22 يونيو الفائت، إرسال مجموعة "كارير سترايك" للقتال ضد "داعش" والتى تضم طائرات "إف- 35 بي" الأمريكية، ونفذت أولى مهامها القتالية من حاملة الطائرات البريطانية "إتش إس إم كوين إليزابيث".
كما أعلن حلف الناتو، فى 30 من الشهر نفسه، أن أمينه العام يانس ستولينبيرج طرح رؤية الحلف إزاء التعامل مع التهديدات الناجمة عن خطر تنظيم "داعش" وذلك خلال مشاركته فى الاجتماعات الوزارية للتحالف الدولى لمناهضة "داعش" التى استضافتها العاصمة الإيطالية روما فى 28 من الشهر الفائت، وأكد أمين عام حلف شمال الأطلنطى "مواصلة الحلف بكافة أجهزته التنفيذية والتخطيطية العمل على دعم جهود القضاء على داعش ومحاصرة هذا التنظيم الإرهابى وإجهاض محاولاته لإعادة تجميع قواه ومساعيه الرامية إلى العبث بالأمن والاستقرار الداخلى فى الدول الذى تتواجد فيها خلاياه أينما كانت".
5- استقطاب عناصر جديدة: يعتبر استقطاب عناصر إرهابية جديدة لتنظيم "داعش" إحدى أهم أولوياته خلال المرحلة الجارية، لاسيما فى ظل تراجع عنصر الخبرة التنظيمية والعملياتية داخل التنظيم خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، نتيجة الخسائر البشرية التى منى بها، حيث فقد بعض أهم قياداته وكوادره العسكرية سواء فى المواجهات التى اندلعت مع القوى والأطراف المناوئة له، أو فى العمليات والضربات الأمنية التى تشنها الأخيرة ضده.