تتوالى السنوات فى الدولة الإسلامية الحديثة، حيث وقعت الكثير من الأحداث، وفى سنتى 53 و54 هجرية فى زمن معاوية بن أبى سفيان جرت أمور كثيرة.. فما الذى يقوله التراث الإسلامي؟
يقول كتاب البداية والنهاية "ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين"
وفيها: غزا عبد الرحمن بن أم الحكم بلاد الروم وشتى بها.
وفيها: افتتح المسلمون وعليهم جنادة ابن أبى أمية جزيرة رودس فأقام بها طائفة من المسلمين كانوا أشد شىء على الكفار، يعترضون لهم فى البحر، ويقطعون سبيلهم.
وكان معاوية يدر عليهم الأرزاق والأعطيات الجزيلة، وكانوا على حذر شديد من الفرنج، يبيتون فى حصن عظيم عنده فيه حوائجهم ودوابهم وحواصلهم، ولهم نواطير على البحر ينذرونهم إن قدم عدو، أو كادهم أحد.
وما زالوا كذلك حتى كانت إمرة يزيد بن معاوية بعد أبيه، فحولهم من تلك الجزيرة، وقد كانت للمسلمين بها أموال كثيرة وزراعات غزيرة.
وحج بالناس فى هذه السنة سعيد بن العاص والى المدينة أيضا، قاله أبو معشر والواقدى.
سنة أربع وخمسين
فيها: كان شتى محمد بن مالك بأرض الروم، وغزا الصائفة معن بن يزيد السلمي.
وفيها: عزل معاوية سعيد بن العاص عن إمرة المدينة ورد إليها مروان بن الحكم، وكتب إليه أن يهدم دار سعيد بن العاص، ويصطفى أمواله التى بأرض الحجاز، فجاء مروان إلى دار سعيد ليهدمها فقال سعيد: ما كنت لتفعل ذلك، فقال: إن أمير المؤمنين كتب إلى بذلك، ولو كتب إليك فى دارى لفعلته.
فقام سعيد فأخرج إليه كتاب معاوية إليه حين ولاه المدينة أن يهدم دار مروان ويصطفى ماله، وذكر أنه لم يزل يحاجف دونه حتى صرف ذلك عنه، فلما رأى مروان الكتاب إلى سعيد بذلك، ثناه ذلك عن سعيد، ولم يزل يدافع عنه حتى تركه معاوية فى داره وأقرّ عليه أمواله.
وفيها: عزل معاوية سمرة بن جندب عن البصرة، وكان زياد استخلفه عليها فأقره معاوية ستة أشهر، وولى عليها عبد الله بن عمرو بن غيلان.