منذ فبراير الماضى، ويتابع جمهور الفن أفعال وتصرفات الفنانة حلا شيحا بعد زواجها من الداعية معز مسعود بنوع من الكوميديا، وعدم التعامل معها بجدية، من باب أن كل "شخص حر ما لم يضر" خاصة بعدما فاجئت جمهورها على السوشيال ميديا بتغيير صورتها وعودتها لارتداء الحجاب مرة ثانية، بعدما سبق وخلعته بعد انفصالها عن زوجها السابق، وحينها قالت: "إن الحجاب ليس الأساس في الدين، بدليل أنه لم يذكر في أول آية في القرآن الكريم، بل ذكر في منتصف القرآن في سورة النور".
عودة حلا شيحا إلى الوسط الفنى حينها، كانت أشبه بعودة الابن الضال من طريقه، كما وصفت هى، ومع ظهورها فى وسائل الإعلام، وعلى منصات السوشيال ميديا، قالت حلا شيحا التى تبحرت فى قراءة الكتب الدينية: "ربنا مش عايزنا شبه بعض، عايزنا نكمل بعض، الورود في الشجرة الواحدة مختلفة الألوان، وصوابعنا كمان مش زي بعضها، أنا مش شيخ عشان أخليني لابسة الحجاب أنا بني آدم"، ولهذا أيضا قالت فى رسالة موجهة للأهالى: "احنا ربينا أبناءنا على مفاهيم خاطئة قائمة على الخوف من الله والعقاب، لكن علينا تربيتهم على حب الله والتقرب منه".
ما ذكرناه آنفا، كان ضرورة للتعليق على ما قالته حلا شيحا فى هجومها على الفنان تامر حسنى غير المبرر، فبعيدا عن الخوض فى قاعدة "العقد شريعة المتعاقدين"، ومسألة ردها لما تحصلت عليه ماديا من مشاركتها فى فيلم "مش أنا"، إلا أننا بحاجة ماسة للتوقف أمام أخطر الكلمات التى جاءت فى رسالة حلا شيحا، خاصة وأن تعامل حلا شيحا مع زملائها فى الوسط الفنى، لم يكن مبررا، بل كان مريبا، وأكبر من حجم إلغاء المتابعة لفنان على السوشيال ميديا.
فى رسالتها للفنان تامر حسنى قالت:
"إحنا يمكن نجحنا بمقاييس الدنيا بس صدقوني بمقاييس ربنا إحنا لم ولن ننجح.. أنا عارفة ومتأكدة أن زملائي جواهم خير بس للأسف فتنة الشهرة والنجاح مش بتخلينا نشوف ونقيس الأمور صح.. أنا تبت من المشاهد دي وهي لا تصح وأنا غلطت وبصلح وأهم حاجة أن ربنا يرضى عني لأن في الآخر ده اللي حينفعنا مش الشهرة ولا النجاح الكليب ده ميرضيش ربنا وأنا عيطت لإني شفت نفسي في المشاهد دي.. دي كانت زلة نتيجة ظروف مريت بيها وكلنا بنغلط".
لا من الذى منح حلا شيحا صك الحكم بنجاح أو فشل الآخرين، ولا أعرف هل نسيت ما قالته بعد خلع الحجاب حينما قالت: "محدش يقدر يحكم على أي حد وعلى درجة قربه من الله، ده ربنا نفسه مش بيعمل كده"، والحلقة موجودة على اليوتيوب.
هذه الفقرة على وجه التحديد فى ظنى لا تختلف كثيرا عن أى منشور إرهابى صغير قادر على الانفجار فى وجهك، هذه الكلمات التى تبطن عدائية أكثر مما تظهر، هى فى واقع الأمر أخطر بكثير مما تظنه، لأنها لا تتحدث عن نفسها فقط، فلو أرادت هذا لا تحدثت بكل صراحة عن أعمالها السابقة، لكن استغلت موقفا معينا لبث سموم ونظرة عدائية لا أعرف من أين أتت بها وتشربتها بهذه الصورة، تجاه الفنانين والفنانات، قوة مصر الناعمة، وأحد أركان نهضتها.
فى النهاية تذكر معى عزيزى القارئ كيف تعاملت جماعة الإخوان الإرهابية مع الفن والأدب، واعتبرت روايات نجيب محفوظ "أدب ملاهى" حتى وصلنا إلى مرحلة محاولة اغتياله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة