استيقظت الجارتان الأوروبيتان ألمانيا وبلجيكا على غضب عارم للطبيعة، إذ شهدت البلدين فيضانات مدمرة تسببت في عمليات اجلاء للأسر وفقدان الأشخاص ووفاة أخرين، وأعرب مسئولو البلدين عن صدمتهما من الأحداث، وقررا عقد اجتماع إدارة أزمات في محاولة لاحتواء الموقف.
ففي المانيا أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الخميس، عن صدمتها من الدمار الذى خلفته الفيضانات القاتلة فى غرب البلاد والتى أودت بحياة 19 شخصًا على الأقل.
وقالت فى بيان نشره على تويتر المتحدث باسمها، ستيفن سيبرت، ونقلته "سبوتنيك" الروسية "صُدمت من الكارثة التي يعاني منها الكثير من المواطنين في المناطق التي غمرتها الفيضانات".
وقالت وكالة أسوشيتدبرس، إن 19 شخصا على الأقل لقوا مصرعهم وعشرات آخرين فى عداد المفقودين فى ألمانيا، بعدما حولت الفيضانات العارمة الجداول والشوارع إلى سيول مستعرة، وكسحت السيارات وتسببت فى انهيار بعض المبانى.
وقالت السلطات فى مقاطعة أوسكيرخن الغربية، اليوم الخميس، إنه تم الإبلاغ عن ثمانى حالات وفاة هناك على صلة بالفيضانات. وتأثرت عمليات الإنقاذ بالانقطاع الجزئى لخطوط الهاتف واتصالات الإنترنت فى المنطقة التى تقع فى جنوب غرب كولونيا.
#ألمانيا تغرق .. 33 قتيلا جراء العواصف والفيضانات التي تشهدها مناطق غرب ألمانيا .
— جاك العلم .. (@GakAleilm) July 15, 2021
pic.twitter.com/778JC0iMRM
وقالت الشرطة فى مدينة كويلنز الغربية، إن 4 أشخاص لقوا حتفهم فى مقاطعة أهرويلر، وأن 50 شخصا محاصرين على أسطح منازلهم فى انتظار الإنقاذ.
وانهارت ستة منازل ليلا فى قرية شولد، وقالت الشرطة إنه تم الإبلاغ عن اختفاء العديد من الأشخاص. وتقع شولد فى إيفل وهى منطقة بركانية من التلال والوديان الصغيرة جنوب غرب كولونيا.
وذكرت الوكالة أن حجم الدمار الكامل فى المنطقة ما زال غير واضح بعدما عزلت مياه الفيضان والانهيارات الطينية العديد من القرى، وجعل المرور عبر الطرق صعبا. وأظهرت مقاطع فيديو تم نشرها على السوشيال ميديا سيارات طافية فى الشوارع ومنازل منهارة جزئيا فى بعض المناطق.
وأعلنت السلطات الطوارئ فى المنطقة بعد أيام من الأمطار الغزيرة التى أثرت أيضا على أجزاء كبيرة فى غرب ووسط ألمانيا، وأيضا فى الدول المجاورة، مما تسبب فى دمار واسع.
وقالت الشرطة إن أربعة أشخاص لقوا مصرعهم فى حوادث منفصلة بعدما غرقت أقبية منازلهم بالماء فى كولونيا وكامين فوبرتال، حيث حذرت السلطات من احتمال انهيار سد.
وأمرت السلطات فى مقاطعة راين سيج جنوب كولونيا بإخلاء عدة قرى أسفل خزان شتايناباتشتال وسط مخاوف من احتمال انهيار السد هناك أيضا.
اما فى بلجيكا التي غمرتها الفيضانات فقد قرر كل من وزراء والونيا ومدير المركز الإقليمي للأزمات وحكام مقاطعات نامور ولييج ولوكسمبور في بلجيكا، عقد اجتماع بعد ظهر اليوم الخميس، في أعقاب الفيضانات والسيول التي ضربت المنطقة، هذا الصباح.
وقام رئيس الوزراء الاقليمي إليو دي روبو بتقييم الوضع المأساوي بسبب سوء الأحوال الجوية التي ضربت البلاد، حيث قال، "إستيقظ جزء من البلاد تحت الماء بعد الطقس السيئ الذي ضرب البلاد أمس ليحولها إلى حالة تأهب حمراء".
وأضاف أن خدمات الطوارئ مشبعة، كما تعين إجلاء الناس، والبعض الآخر تقطعت بهم السبل في منازلهم وجزء من منازلهم مغمور بالمياه.
وألقى رئيس الوزراء الضوء على التقرير الذي قدم إليه في صباح اليوم والذي يظهر من خلاله أن هذه الفيضانات تاريخية ، ولم يسبق لها مثيل.
وتابع، "هناك أمطار غزيرة للغاية لا تزال متوقعة حتى اليوم وستتحرك على محور أكثر مركزية من البلاد”، مشيراً إلى ان "الوضع في مقاطعتي لوكسمبورج ولييج معقد للغاية ، وقد حدثت عمليات إجلاء ولا تزال جارية، ولكن من المؤكد أن هذا الوضع كارثة وطنية، فكل خدمات والونيا تعمل على قدم وساق، كما ان مركز الأزمات موجود منذ البداية".
وكان طقس سيئ الليلة الماضية ضرب إقليم والونيا، مما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل بسبب الفيضانات بشكل رئيسي.
وحول الأمر قال إليو دي روبو، "للأسف ، يوجد حاليًا ضحيتان، أحدهما تم تأكيده والآخر مفقود وان عمليات البحث جارية .
وجدير بالذكر أن الأمطار الغزيرة غمرت بشكل غير عادى مساحة فى شمال شرق فرنسا هذا الأسبوع، مما أدى إلى سقوط الأشجار وإغلاق عشرات الطرق. وتعطل طريق قطار إلى لوكسمبرج وقام رجال الإطفاء بإجلاء عشرات الأشخاص من منازلهم بالقرب من حدود لوكسمبرج والحدود الألمانية وفى منطقة ماران، وفقا للإذاعة المحلية فرانس بلو.
وأعلنت المفوضية الأوروبية تفعيل آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي، استجابه لمطلب بلجيكا في يد المساعدة لمواجهة الفيضانات الغزيرة التي تجتاح البلاد حاليا.
وقالت المفوضية في بيان نشرته على موقعها الالكتروني منذ قليل، انه في استجابة فورية، تشكل فريق إنقاذ يشتمل على طائرة هليكوبتر من فرنسا لمساعدة بلجيكا في جهود الإنقاذ المحلية لمواجهة الفيضانات التي غمرت مدينة لييج.
Meanwhile, in Belgium, "stay at home" order is back in force. 😪 It won't stop raining until saturday and every raindrop is too much at the moment.#liege #inondation #belgium #floods https://t.co/6beHajhBpI
— systemati.c.haos (@AACou_) July 15, 2021