قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن حجم وشدة الفيضانات التى اجتاحت ألمانيا هذا الأسبوع قد صدم علماء المناخ الذين لم يتوقعون كسر الأرقام القياسية لهذا الحد فى منطقة بهذا الاتساع وفى وقت مبكر هكذا.
ولقى 100 شخص على الأقل مصرعهم فى الفيضانات المدمرة التى اجتاحت أجزاء من غرب ألمانيا وبلجيكا، بحسب ما قال المسئولون فى الوقت الذى تتواصل فيه عمليات الإنقاذ والبحث عن المئات الذين لا يزالوا فى عداد المفقودين.
وبعد موجة الحر الشديد التى ضربت كندا والولايات المتحدة، والتى وصلت فيها درجة الحرارة إلى 49.6 درجة مئوية، فإن الطوفان فى وسط أوروبا أثار مخاوف من أن الاضطرابات المناخية التى يسببها الإنسان تجعل الطقس الشديد أسوأ مما كان متوقعا.
فقد تم تحطيم سجلات هطول الأمطار فى منطقة واسعة من حوض نهر الراين يوم الأربعاء مع عواقب وخمية ولقى العشرات مصرعهم وغمرت المياه عشرات الآلاف من المنازل وتعطلت إمدادات الكهرباء.
وأعلنت مدينة هاجن حالة الطوارئ بعد أن فجر نهر فولماى ضفتيه وارتفعت مياهه إلى مستويات لم تشهدها منذ قرن. والأكثر لفتا للانتباه بين أكثر من 12 رقم قياسى تم تحطيمها كان فى محطة كولن سنامهايم، التى غمرها 154 ملم من الأمطار على مدار 24 ساعة، مما أدى إلى تحطيم معدل هطول الأمطار اليومى السابق فى المدينة البالغ 95 ملم.
وطالما توقع علماء المناخ منذ فترة طويلة أن الانبعاثات البشرية ستسبب المزيد من الفيضانات وموجات الحر والجفاف والعواصف وغيرها من أشكال الطقس المتطرف، لكن الارتفاعات الأخيرة تجاوزت العديد من التوقعات.
وقال ديتر جيرتن، أستاذ التغير المناخى العالمى والهيدرولوجيا فى معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ"، إنه مندهش من المدى الذى وصل إليه فوق الرقم القياسى السابق، وأضاف: يبدو أننا لم نتجاوز المستوى الطبيعى فحسب، بل فى مجالات لم نتوقعها من حيث المدى المكانى والسرعة التى تطورها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة