الحر شديد، والعرق يغلب الجميع، لا تكييفات، لا مراوح لا وسائل تهوية، المكان كبير ومتسع ومكدس بالمواطنين، طابور كبير لا ينتهي، لا تعرف من أين يبدأ ومتى يتوقف.. هذا المشهد ليس فى مستشفى عام بأحد مراكز الصعيد، أو مكتب شهر عقارى بمحافظة الجيزة، لكنه محل ملابس شهير في شارع محيي الدين أبو العز، يغلق تكييفاته في وجه الزبائن، حتى يقتصد في فاتورة الكهرباء!!
العلة التي يسوقها محل الملابس الشهير لكل رواده أن التكييف "عطلان"، وتم إخطار الشركة لإصلاحه، إلا أنه ولسوء الحظ كانت لى زيارة سابقة معه منذ نحو 10 أيام وكانت العلة نفسها، بما يؤكد أنه اعتاد على هذا التصرف من أجل التوفير في فاتورة الكهرباء، والاقتصاد على حساب المستهلكين، دون مراعاة لفكرة العدوى أو الزحام والتكدس الذى يملأ المكان، وكأن المحل يحاسبنا على تكاليف التشغيل الخاصة به، في سابقة لم أراها من قبل!!
الواضح أن غلق التكييفات فى محال الملابس الكبرى بات سمة مميزة بعد رفع أسعار الكهرباء خلال الفترة الماضية، فقد أخبرنى أحد الأصدقاء أن محل آخر في نفس المنطقة يتبع نفس الأسلوب، لدرجة أنك لا تحتاج لأكثر من 5 دقائق، حتى تصبح ملابسك في حاجة إلى برنامج العصر بالغسالة الأوتوماتيك، فالكل يخرج غارق في عرقه وكأنها جهنم الحمراء!
المشكلة أن هذه المحال والعلامات التجارية ليست مصرية بالأساس، لكنها ماركات عالمية تنتمى لشركات متعددة الجنسيات، ورغم ذلك لم تعرف أهم مبدأ في البيع والشراء "ريح الزبون"، ليصبح " عرًق الزبون" بالمعنى الحرفى!!
الغريب والعجيب في الموضوع أن المكان بأكمله الذى يشغل مساحة كبيرة قد تصل إلى 2000 متر في كل دور، لن تجد فيه سوى مروحة واحدة أمام الموظف المسئول عن " الكاشير"، تحيطها الأسلاك من كل جانب، لدرجة أن كل من يحين دوره لدفع الفاتورة يختلس بضع ثوان أمام هذه المروحة السحرية، التي باتت مصدر التهوية الوحيد داخل المكان، حتى صار الجميع في حالة حقد واضحة على هذا الموظف، وصرت أشك أنه ربما يمتلك مجموعة أسهم في هذه العلامة التجارية، أو ابن المدير على أقل تقدير!!
وسط كل ما ذكرت في السطور السابقة، لا يوجد أي مظهر للتباعد الاجتماعى، أو الالتزام بالكمامة، بل يصل الأمر إلى حد التدافع والاشتباك لأولوية الدور في طابور الدفع، وكأن الملابس تباع بالمجان، في حين أن الأسعار نار، وأغلب التخفيضات وهمية، وهذه دعوة للجهات المعنية بالرقابة لمراجعة الخصومات والعروض التي تقدمها هذه المحال والعلامات التجارية بالتزامن مع الأعياد والمناسبات ونهايات الفصول، مع العلم بأنني اتخذت قراري مبكراً بمقاطعة أي علامة تجارية تغلق التكييف في وجه الزبائن، حتى لو كانت توزع الملابس بالمجان!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة