كانت حروب مستعمرى أمريكا الشمالية ضد السكان الأصليين بشكل مرعب ومتنوعة، ومن الطرق التى استخدموها إهداؤهم بطانيات ملوثة بالجدرى، الذى يتسبب فى ندبات مشوهة وعمى وموت.
وشكل هذا التكتيك شكلاً فجًا من الحرب البيولوجية وتمت الإشارةعن هذا الفعل لأول مرة من قبل مؤرخ القرن التاسع عشر فرانسيس باركمان، وفقا لما ذكره موقع هيستورى.
الجدرى
وقدمت المؤرخة الأمريكية إليزابيث فين من جامعة كولورادو بولدر رؤيتها حول ما حدث فى مقالها عام 2000 فى مجلة التاريخ الأمريكي.
وذهبت المؤرخة إلى أنه فى أواخر ربيع عام 1763، حاصر محاربو ديلاوير وشونى ومينجو، منطقة فورت بيت، وهى نقطة استيطانية عند التقاء نهرى أليجينى ومونونجاهيلا فى وسط مدينة بيتسبرج حاليًا، وأبلغ قائد الحصن، الكابتن سيميون إيكويير، فى رسالة بتاريخ 16 يونيو إلى رئيسه، العقيد هنرى بوكيه المقيم فى فيلادلفيا، أن الوضع كان مروعًا، حيث لجأ التجار والمستعمرون المحليون إلى داخل أسوار الحصن، ولم يكن إيكويير خائفًا من خصومه الأمريكيين الأصليين فقط، بل كان فى مستشفى الحصن مرضى بالجدرى، ويخشى إيكويير من أن المرض قد يطغى على السكان داخل حدود الحصن الضيقة.
وقام بوكيه بدوره بنقل الأخبار حول الجدرى داخل فورت بيت إلى رئيسه، أمهيرست، فى رسالة بتاريخ 23 يونيو، وفى رد أمهيرست يوم 7 يوليو، رأى بدم بارد فى ذلك فرصة فى تفشى المرض، "ألا يمكن أن يكون من المفترض إرسال الجدرى بين قبائل الهنود الساخطين؟ يجب علينا، فى هذه المناسبة، استخدام كل حيلة فى وسعنا".
وفى 13 يوليو، رد بوكيه، الذى كان يسافر فى تلك المرحلة عبر ولاية بنسلفانيا مع تعزيزات بريطانية إلى فورت بيت، على أمهيرست، واعدًا بأنه سيحاول نشر المرض إلى الأمريكيين الأصليين عن طريق البطانيات الملوثة