يزيد بن معاوية وما جرى فى أيامه.. ما يقوله التراث الإسلامى

السبت، 24 يوليو 2021 05:00 م
يزيد بن معاوية وما جرى فى أيامه.. ما يقوله التراث الإسلامى كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مات معاوية بن أبى سفيان فى سنة 60 هجرية، وخلفه ابنه يزيد بن معاوية، وكانت تنتظره مشكلات كبيرة فى مقدمتها أن الإمام الحسن بن على وعبد الله بن الزبير لم يبايعانه، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟

 

يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "يزيد بن معاوية وما جرى فى أيامه":
 

بويع له بالخلافة بعد أبيه فى رجب سنة ستين، وكان مولده سنة ست وعشرين، فكان يوم بويع ابن أربع وثلاثين سنة، فأقر نواب أبيه على الأقاليم، لم يعزل أحدا منهم، وهذا من ذكائه.

وقال هشام بن محمد الكلبى: عن أبى مخنف لوط بن يحيى الكوفى الأخبارى: ولى يزيد فى هلال رجب سنة ستين، وأمير المدينة الوليد بن عتبة بن أبى سفيان، وأمير الكوفة النعمان بن بشير، وأمير البصرة عبيد الله بن زياد، وأمير مكة عمرو بن سعيد بن العاص، ولم يكن ليزيد همة حين ولى إلا بيعة النفر الذين أبوا على معاوية البيعة ليزيد.

 

فكتب إلى نائب المدينة الوليد بن عتبة:

بسم الله الرحمن الرحيم، من يزيد أمير المؤمنين إلى الوليد بن عتبة، أما بعد.

فإن معاوية كان عبدا من عباد الله أكرمه الله واستخلفه وخوّله ومكن له، فعاش بقدرٍ ومات بأجلٍ فرحمه الله، فقد عاش محمودا ومات برا تقيا والسلام.

 

وكتب إليه فى صحيفة كأنها أذن الفأرة:

أما بعد:

 

فخذ حُسينا، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذا شديدا ليست فيه رخصة حتى يبايعوا والسلام.

 

فلما أتاه نعى معاوية فظع به وكَبرُ عليه، فبعث إلى مروان فقرأ عليه الكتاب واستشاره فى أمر هؤلاء النفر، فقال: أرى أن تدعوهم قبل أن يعلموا بموت معاوية إلى البيعة، فإن أبَو ضربت أعناقهم.

فأرسل من فوره عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان إلى الحسين وابن الزبير - وهما فى المسجد - فقال لهما: أجيبا الأمير.

فقالا: انصرف الآن نأتيه.

فلما انصرف عنهما قال الحسين لابن الزبير: إنى أرى معاوية قد هلك.

قال ابن الزبير: وأنا ما أظن غيره.

قال: ثم نهض حسين فأخذ معه مواليه وجاء باب الأمير، فاستأذن فأذن له، فدخل وحده، وأجلس مواليه على الباب.

وقال: إن سمعتم أمرا يريبكم فادخلوا، فسلم وجلس ومروان عنده، فناوله الوليد بن عتبة الكتاب ونعى إليه معاوية، فاسترجع وقال: رحم الله معاوية، وعظم لك الأجر، فدعاه الأمير إلى البيعة.

فقال له الحسين: إن مثلى لا يبايع سرا، وما أراك تجتزئ منى بهذا، ولكن إذا اجتمع الناس دعوتنا معهم فكان أمرا واحدا.

فقال له الوليد: - وكان يحب العافية - فانصرف على اسم الله حتى تأتينا فى جماعة الناس.

فقال مروان للوليد: والله لئن فارقك ولم يبايع الساعة ليكثرن القتل بينكم وبينه، فاحبسه ولا تخرجه حتى يبايع وإلا ضربت عنقه، فنهض الحسين وقال: يا ابن الزرقاء أنت تقتلني؟ كذبت والله وأثمت، ثم انصرف إلى داره، فقال مروان للوليد: والله لا تراه بعدها أبدا.

فقال الوليد: والله يا مروان ما أحب أن لى الدنيا وما فيها وأنى قتلت الحسين، سبحان الله! أقتل حسينا أن قال لا أبايع؟ والله إنى لأظن أن من يقتل الحسين يكون خفيف الميزان يوم القيامة.

وبعث الوليد إلى عبد الله بن الزبير فامتنع عليه وماطله يوما وليلة، ثم إن ابن الزبير ركب فى مواليه واستصحب معه أخاه جعفرا، وسار إلى مكة على طريق الفُرع، وبعث الوليد خلف ابن الزبير الرجال والفرسان فلم يقدروا على رده.

وأما الحسين بن على فإن الوليد تشاغل عنه بابن الزبير وجعل كلما بعث إليه يقول: حتى تنظر وننظر، ثم جمع أهله وبنيه.

 

وركب ليلة الأحد لليلتين بقيتا من رجب من هذه السنة، بعد خروج ابن الزبير بليلة، ولم يتخلف عنه أحد من أهله سوى محمد بن الحنفية.

 

فإنه قال له: والله يا أخى لأنت أعز أهل الأرض عليّ، وإنى ناصح لك لا تدخلن مصرا من هذه الأمصار، ولكن اسكن البوادى والرمال، وابعث إلى الناس، فإذا بايعوك واجتمعوا عليك فادخل المصر، وإن أبيت إلا سكنى المصر فاذهب إلى مكة، فإن رأيت ما تحب وإلا ترفعت إلى الرمال والجبال.

فقال له: جزاك الله خيرا فقد نصحت وأشفقت.

وسار الحسين إلى مكة فاجتمع هو وابن الزبير بها، وبعث الوليد إلى عبد الله بن عمر فقال: بايع ليزيد.

فقال: إذا بايع الناس بايعت.

فقال رجل: إنما تريد أن تختلف الناس ويقتتلون حتى يتفانوا، فإذا لم يبق غيرك بايعوك؟

فقال ابن عمر: لا أحب شيئا مما قلت، ولكن إذا بايع الناس، فلم يبق غيرى بايعت، وكانوا لا يتخوّفونه.

 

وقال الواقدي: لم يكن ابن عمر بالمدينة حين قدم نعى معاوية، وإنما كان هو وابن عباس بمكة فلقيهما وهما مقبلان منها الحسين وابن الزبير، فقال: ما وراءكما؟

قالا: موت معاوية والبيعة ليزيد بن معاوية.

فقال لهما ابن عمر: اتقيا الله ولا تفرقا بين جماعة المسلمين، وقدم ابن عمر وابن عباس إلى المدينة، فلما جاءت البيعة من الأمصار بايع ابن عمر مع الناس.

وأما الحسين وابن الزبير فإنهما قدما مكة فوجدا بها عمرو بن سعيد بن العاص فخافاه وقالا: إنا جئنا عواذا بهذا البيت.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة