أدرجت منظمة اليونسكو عددا من المواقع على قائمة التراث العالمى، وذلك خلال الدورة الرابعة والأربعين للجنة التراث العالمى المنعقدة عبر الإنترنت والمدارة أعمالها من مدينة فوزهو فى الصين، وتنظر هذه الدورة فى الترشيحات عن عام 2020 و2021.
ومن المواقع المدرجة جوامع ذات طراز معمارى سودانى فى شمال كوت ديفوار، والجوامع الثمانية الصغيرة مبنيّة من الطوب فى تنجريلا وكوتو وسوروبانجو وساماتيجيلا ومبنجوى وكونج وكاوارا، بما تكتنزه من إطارات خشبية بارزة، ودعامات عمودية يعلوها الفخار أو بيض النعام، ومآذن مستدقة الأطراف.
وتُجسّد هذه المساجد طرازاً معمارياً يُعتقد أنّه نشأ فى القرن الرابع عشر، وتحديداً فى مدينة جينيه التى كانت آنذاك جزءاً من إمبراطورية مالى، والتى ذاقت طعم الازدهار بفضل قوافل تجّار الذهب والملح العابرين الذين اعتادوا عبور الصحراء متجهين نحو شمال أفريقيا.
وسرعان ما انتشر هذا الطراز المعمارى جنوباً، امتداداً من المناطق الصحراوية ووصولاً إلى منطقة السافانا السودانية، وذلك اعتباراً من القرن السادس عشر بالتحديد.
وأضحى يعتمد استخدام هياكل أقل ارتفاعاً ودعامات أكثر سمكاً وصلابةً كى تصمد فى وجه المناخ الأكثر رطوبة فى تلك المناطق. وتُعتبر هذه المساجد من الصروح التى حوفظ عليها على أفضل وجه من بين الصروح العشرين الأخرى فى كوت ديفوار بعد أن كان عددها بالمئات فى مطلع القرن الماضي.
وتبلور الطراز السودانى المميّز للمساجد، الخاص بمنطقة السافانا غرب أفريقيا، بين القرنَين السابع عشر والتاسع عشر بفعل موجات التجار والعُلماء المتجهين جنوباً من إمبراطورية مالي.
أسفرت هذه الموجات عن تمديد الطرق التجارية العابرة للصحراء نحو المناطق الحرجية.
وتقف شاهداً بالغ الأهمية على التجارة العابرة للصحراء والتى يسّرت انتشار الإسلام والثقافة الإسلامية، فضلاً عن كونها تُجسّد التداخل والاندماج بين أشكال العمارة الإسلامية والمحليّة فى طراز مميز لم تشبه شائبة مع مرور الزمن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة