جذب مضمار "سباق الهجن بالعلمين" على الساحل الشمالى، هجانة من كل المحافظات وعشاق لأقدم رياضة عربية تراثية وهى التسابق على ظهور الإبل لتعود مجددا للأضواء وتتألق على بعد كيلومترات قليلة من أبراج وانشاءات "مدينة العلمين الجديدة"، أحدث مدينة عالمية على سواحل مصر الشمالية.
مضمار سباقات الهجن الذى أهدته دولة الإمارات لملاك الإبل فى مصر ليكون ملتقى جديد لمن يجيدون رياضتها من ملاك الإبل المخصصة للسباق من بينها، جذب فى ثانى بطولة تقام على أرضه إلى جانب أهل الهجن من ملاك ومدربين، عشاق جدد بينهم سائحين ومصطافين يقضون إجازاتهم فى الساحل الشمالى وشدهم الشغف لمتابعة السباق، وضيوف من سائحين عرب من المغرمين بمتابعة سباقات الهجن فى بلدانهم وفوجئوا بها على بعد خطوات من أماكن يقضون بها إجازاتهم الصيفية، وكان لكثير من الباحثين عن رزقهم النصيب الأكبر من تجار وباعة المشغولات التراثية، وانعش السباق حياة أهل المكان من سكان المنطقة الذين تسابقوا فى تقديم خدمات منوعة لضيوفهم.
قال الشيخ سلامة الترابين، رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد المصرى، أن هذه الفعالية مميزة وتسير خطوات السباق بنجاح من فعالية لأخرى، لافتا إلى أنها حضر للمشاركة فيها الآلاف من الأشخاص بينهم اعداد كبيرة من الهجانة ومرافقى ما يصل لـ800 بعير وهى الهجن المخصصة للسباقات جميعهم اقاموا فى خيام حول الميدان وتحول المكان لنقطة حياة وسط الصحراء.
وأشار إلى أن حب المشاركة شجع عليه الجوائز المالية المرتفعة التى دعم بها اتحاد الهجن الإماراتى، وهذا أوجد فرص أخرى لكثيرين حضروا للاستفادة كما حقق استفادة لأهل المكان الذى تقام فيه السباقات.
قال تبارك بوريزة القاسمى، رئيس نادى الهجن بمطروح، أنه لأول مرة تشهد مناطق مطروح والساحل الشمالى مثل هذه القوة لفعاليات سباقات هجن وما يرافقها من زخم وحضور وتنظيم ومشاركات.
وأضاف: كل هذا حقق لهم فى مطروح ما كان السعى له من سنوات لنجاح هذه الرياضة وهى بذلك تنطلق بدون تراجع.
وقال الدكتور مهدى سالم البياضى، مدير البطولة، أن التنظيم لكل بطولة سباق هجن تتم بفريق عمل مجهز من الاتحاد المصرى للهجن وتحت رعاية ومتابعة من الاتحاد الإماراتى للهجن الداعم للسباق، ويتم تحديد كل مجموعة هجن تتسابق واعلان النتيجة عند نهاية كل شوط وتحديد العشر فائزين أوائل.
وتضمنت كواليس السباق وجود هجن ذات قيمة شرائية عالية الثمن بينها جمل اطلق عليه اسم " شعيلان " وصل سعره 600 ألف جنيه، وقال خليل حرب المزينى "مالك الجمل الأغلى فى السباق"، أن الجمل " شعيلان" وهو اسمه على مسمى السلالة المعروفة بين ملاك الهجن فى مصر وهى الشعيلانيات.
وأضاف أنه جاء به من جنوب سيناء ليشارك فى سباق الهجن بالعلمين ضمن قافلة جمال يملكها ويدفع بها فى كل سباق.
وأشار أن "شعيلان" تم دفع مبلغ 600 ألف جنيه فيه لكنه لم يبيعه لأنه سيحتفظ به كسلالة نادرة، وأن الجمل تميز فى الميدان بسرعته الفائقة وحقق جوائز وحصد مراكز أولى فى سباقات كان أشهرها سباقات شرم الشيخ، كما حقق اللقب أكثر من مرة فى أشواط الماراثون وحصل على جائزة سيف ذهبى.
وأوضح أن عمره 4 سنوات، ولا يزال أمامه فرصة خوض السباقات لعامين قادمين، مشيرا أنه اشتراه من مالك هجن وهو ابن عمر الحويطى، لافتا أن جمله تم تثمينه بهذا المبلغ من ملاك هجن كانوا يريدون شرائه للمنافسة به فى السباقات، لافتا أن هناك أسعار أعلى وصلت لها الهجن فى مصر وصلت لنحو مليون جنيه، واستطرد أنه فخور أن جمله هو الأغلى من بين الجمال المشاركة فى سباق العلمين، وأنه يسعى أن يصل بجمال أخرى يملكها لهذا الرقم وأيضا للمليون جنيه.
وكان من بين مفاجئات السباق أن قطع الطفل زياد جمعة 8 سنوات أكثر من 500 كيلومتر من مدينة بئر العبد بشمال سيناء وصولا للساحل الشمالى للتسويق وبيع مشغولات يدوية خاصة بمستلزمات قيادة الإبل، تقوم أسرته بتصنيعها فى منزلهم، ويستقبل زياد جمعة زبائنه المشترين للمشغولات اليدوية التى يبيعها متخذا موضعه بين خيام المشاركين فى السباق على فراش يعزله عن الرمال، ويحافظ على ما يبيعها من منتجات تحت حرارة الشمس.
قال زياد لـ"اليوم السابع" إنه من أبناء قبيلة "بلى"، وحضر برفقة أحد أقاربه الهجانة المشاركين فى السباق قادمين من مدينة بئر العبد بشمال سيناء.
وأضاف أنه طالب فى طريقه للصف الثالث الابتدائى، وما يقوم ببيعها من مشغولات هى "الرسنة" وهى الحبال المصنوعة لقيادة الهجن فى السباق بألوانها وتصميماتها التى تختلف من جمل لآخر، حسب السن والنوع.
وأكد أن هذه المشغولات يقوم بتصنيعها يدويا والده فى بيتهم، حيث يتقن هذه المهارة التى تعد نادرة، وبدوره يقوم بتسويقها وبيعها فى السباقات، ويعتبر أن ميدان سباق العلمين فرصة لبيع هذه المنتجات.
وأشار زياد إلى أنه إضافة لما يقوم به من بيع فهو "هجان" صغير يجيد بمهارة امتطاء هجن السباقات والتنافس عليها، وسجل من على ظهر الهجن قطع مسافة 6 كيلومترات وهو يقودها فى سباقات ماضية وحقق بها مراكز أولى.
وتابع أنه يتمنى فى حياته أن يوفق فى دراسته وفى مستقبله، وأمنيته أن يمتلك سيارة حديثة حتى يستطيع أن يتنقل وينقل مشغولاته ويبيعها فى كل سباق.
واختتم أنه يكون سعيدا وهو يساعد والده وأسرته فى بيع هذه المنتجات، وسعادته أكثر أنه صديق لكل ملاك الهجن، فهم يحضرون للجلوس معه والحديث إليه.
كما سجلت فعاليات سباق الهجن الجارية بمدينة العلمين فوائد أخرى لغير أهل الإبل استفاد منها باعة صغار وتجار وعاملين فى بيع الأدوات التراثية الخاصة بالمعيشة فى الصحراء ورحلات البر.
ذكر "خالد ابو الشيخ"، أنه حضر من الإسماعيلية قاطعا نحو 350 كيلو متر، ومعه زميل له وسائق سيارة النقل، وهو يبيع "دلال القهوة" بألوانها ومعادنها المختلفة.
أضاف وهو يشير للخيمة، إلى أنه بداخلها يبيع عطور وملابس يقبل على شرائها أهل الهجن وهى تتنوع مابين أثواب وغيرها.
وتابع "ابراهيم مسلم جهينة" أنه قادم من محافظة القليوبية لبيع بضاعته التى تتضمن كيس هوائى يستخدم خزان مياه وشعلة متنقلة وكيس نوم فى الصحراء وكراسى وموضع جلوس على الرمال، إلى جانب أدوات المعيشة التقليدية من الخاصة بصناعة القهوة والشاى.
أضاف أنه يعمل فى هذه المهنة هو وأشقاء له ويحضرون أدوات ومشغولات محلية وأخرى يستوردونها من دول الخليج.
وقال أبوبكر خريزة سالمان، أنه من أبناء محافظة مطروح وسعيد بوجود هذه المنتجات فى مناطقهم لأنها تناسبهم ويبحثون عنها وكان سباق الهجن فرصة لحضور البائعين لها.
وتابع عبد البارى السمالوسى، أنه يتنقل به من مسافات تصل 2 كيلو متر منها ينقل مياه شرب صافية تم تجميعها من الأمطار فى خزانات.
وقال "حميدة خير الله صالح" من شباب مدينة الضبعة بمطروح، أنه يحضر الأغنام التى يقوم بتربيتها فى الصحراء يوفرها لمن يحتاجونها للحوم وإقامة العزومات فى خيام الهجانة.