نشاهد، اليوم، صورة للموسيقار الكبير محمد فوزى "1918- 1966" الذى يعد واحدا من أبرز الفنانين المصريين والعرب فى القرن العشرين، تميز بكونه فنانا غير تقليدى وإنسانا خفيف الروح.
وقد تحولت حياة محمد فوزى إلى حكاية شعبية حافلة بالحقيقة والمبالغة، لكنها مغلفة بالحب والتعاطف من الجميع، فى داخلها نوع من إحساسنا جميعا بالذنب تجاه الفنان الذى أسعد أطفالنا ومنحهم أملا فى انتظار أمهاتهم القادمات محملات بالأشياء الجميلة، وقصص أخرى عن إيمانه بقدرات بليغ حمدى وتقديمه لأم كلثوم، وطريقته فى إدارة شركته التى تجعل المطرب شريكا دائما مادام يتم بيع أسطواناته الفنية.
دائما ما يختلط الحديث عن موسيقى محمد فوزى باختلافها وتميزها بالحديث عن حياته ومأساته ومرضه، يستمع الناس إلى لحنه الجميل «ساكن فى حى السيدة»، بصوت محمد عبد المطلب وهم يتحدثون عن رحلته من طنطنا إلى القاهرة، فى محاولة لإثبات نفسه وفنه، وبينما يغنى «بلدى أحببتك يا بلدى» يتذكرون شركته «مصر فون» التى تم تأميمها بما أثر على صحته التى بدأت فى التدهور حتى النهاية، يرون «شقاوته» وهو يغنى «أوبريت روميو وجوليت» وهم يتصفحون فى المجلات القديمة صور مرضه والأثر الكبير الذى تركته هذه الأزمة على جسده، ويشعرون بالفخر عندما يعلمون بأن النشيد القومى للجزائر هو من ألحان «فوزى» الذى سافر لألمانيا للعلاج من مرضه «الغريب» لكن بلا فائده.
كان فوزى يملك الذكاء اللازم الذى جعله يعيش متحديا كل شىء حتى الموت، لذا كانت مجموعة أغانيه للأطفال التى نرددها حتى الآن بوابة أبدية لبقاء اسمه ما بقيت الموسيقى، وأفلامه خفيفة الظل التى قدمها مع كل جميلات السينما فى الزمن الجميل، كانت هذه الأفلام تمتاز بحب الحياة والرغبة فى صنع السعادة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة