الفن من أسمى فنون العالم بمختلف أنواعه، سواء كان فى الرسم أو النحت أو الطرب أو التمثيل، وتكريم المبدع فى مجاله خلال فترة حياته يعد اعترافًا بموهبته وفنه ورسالته فى المجتمع، وأنه حقًا شخصية مؤثرة بين الناس.
وخلال الفترة الأخيرة تعالت الأصوات عبر وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة للمطالبة بتكريم الفنانة القديرة إنعام سالوسة بنت المنصورة، التى لم تحظَ بأى تكريم من قبل، مع أنها قدمت للسينما والتليفزيون مجموعة كبيرة من الأعمال، فكان أولها عام 1968 من خلال فيلم "الست الناظرة"، لتتوالى بعد ذلك الكثير من الأعمال التى تجاوزت 150 عملًا إبداعيًا.
الفنانة القديرة إنعام سالوسة بالفعل تستحق التكريم ليس فقط لأدائها وموهبتها المتميزة، بل لأنها استطاعت من خلال رسالتها التى تقدمها فى كل عمل فني، أن تكسب حب الجماهير وتدخل قلوبهم دون استئذان، فعندما تشاهدها تشعر بأن الشخصية التى تجسدها جزء من حياة كل إنسان سواء فى دور الأم أو الأخت أو الزوجة أو الجدة أو زميلتك فى العمل، فكل هذه الأدوار وغيرها قامت بها الفنانة القديرة بإتقان شديد.
حقًا الفنانة القديرة إنعام سالوسة تستحق الكثير من الجوائز، فهى فنانة بمعنى الكلمة أنعم الله عليها بموهبة حقيقية، وخفة ظل بالفطرة لا تتصنع ولا تتكلف فتقدم دورها بكل سلاسة دون عناء فى أداء دورها، بملامحها التى تشكلها على حسب الشخصية التى تجسدها، فتارة تشعرك أنها أطيب إنسانة فى الكون، وتارة أخرى امرأة تحمل كل معانى الشرور، ولكن ذلك من خلال عملها الفنى فقط، ولكن طبعها الغالب فى الطبيعة هو الطيبة والتواضع الذى جعل لها مكانة عند محبيها.
المطالبة بتكريم الفنانة القديرة إنعام سالوسة حق مشروع لعشاق فنها، نظرًا إلى ما قدمته وتقديرًا لمشوار حياتها فى الفن والإبداع، ولكن الأمر قد تحقق بالفعل، فالتكريم من خلال مهرجان ما أو جهة ما قد يكون مغلفًا بنوع من أنواع المجاملة، أو أن يكون اعترافًا بالمبدع من خلال القائمين على الحدث والذين لا يتعدون 10 أفراد على سبيل المثال، ولكن التكريم الحقيقى هو كسب قلوب الملايين من الجماهير وحبهم لفنان يؤدى رسالته بتميز فائق للحدود، وهو ما حدث مع الفنانة إنعام سالوسة، فحب الناس والحرص والمطالبة بين الحين والآخر بتكريمها هى فى الحقيقة الجائزة الذهبية الكبرى لأى فنان.
حب الناس هو النجاح الفعلى لكل فنان ومبدع، وهذا أمر ليس سهلًا نظرًا إلى اختلاف الأذواق، ولكن فى حالة الفنانة القديرة إنعام سالوسة فقد توحدت الأذواق فى حبها، فلا أحد اختلف على موهبتها المتفردة والفذة، والتى قدمتها بكل مصداقية وحب، ولهذا فقد كرمت الفنانة إنعام سالوسة بأكبر جائزة ومنحت أكبر شهادة تقدير من محبيها سواء كانوا فى مصر أو من الجماهير فى الوطن العربي.
الفنانة إنعام سالوسة أصبحت أيقونة من أيقونات صناعة الفن فى مصر والوطن العربى أجمع، وجلست وتربعت فى كل القلوب فأحبها الناس، وما فعله محبو فنها هو التكريم الحقيقى وأكبر اعتراف من جميع شعوب الوطن العربي، والذى لا يستطيع أى مهرجان فنى أن يستوعب هذا العدد من البشر، محبى الفنانة القديرة إنعام سالوسة، فتحية لفنك وموهبتك وندعو لكِ بالقدرة على العطاء أكثر فأكثر وستظلين فى قلوبنا.. دمتِ ودام إبداعك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة