جمال عبد الناصر

سلطان الكوميديا والتلقائية

الأحد، 01 أغسطس 2021 11:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أتذكر دائمًا أول لقاء لي في بداية عملي بالصحافة الفنية حينما طلبت من النجم الكبير الراحل سعيد صالح إجراء حوار أثناء عرضه لمسرحية "قاعدين ليه" التي اكتشف فيها محمد رمضان وقدمه للجمهور، فحينما قابلته في غرفته بمسرح السلام وطلبت إجراء حوار قال لي: هتعرف تسأل ولا أسأل أنا نفسي وأجاوب، ثم ضحك ضحكته الشهيرة ولاحظ تغير ملامحي واحمرار وجهي فقال لي: أنا بهزر معاك كلمني ونحدد ميعاد، وبالفعل اتصلت به وقابلته في مكتبه بشارع السودان.

رغم جرأة سعيد صالح في تصريحاته دائمًا إلا أنه في هذا الحوار رفض بشدة إبداء رأيه في أي كوميديان غيره سواء من جيله أو من الأجيال التي عاصرته وقال بالحرف الواحد: كل جيل وله كوميدياناته التي تضحكه ولكن سيظل نجيب الريحاني ومدبولي والمهندس رواد في الكوميديا جميعنا متأثرون بهم، أما عن عادل إمام فقال عنه: صديق عمري ومحدش يدخل بيني وبينه، وأتذكر أيضًا من تصريحاته في ذلك الحوار الذي نشر في جريدة المصري اليوم: المسرح حياتي ونفسي أموت وأنا علي خشبته. 

سعيد صالح سطر اسمه بأحرف من نور في تاريخ الكوميديا المصرية، فهو صاحب المدرسة الطبيعية في فن الكوميديا، وسلطان الكوميديا والتلقائية في الأداء السهل الممتنع كما يقال دائمًا، وقدم للمسرح المصري الكوميديا السياسية التي تسببت في دخوله السجن، كما أنه أحد أفراد جيل أحدث نقلة في شكل الكوميديا في المسرح من خلال مسرحية "مدرسة المشاغبين" التي كانت فاتحة خير عليه وعلي عادل إمام ويونس شلبي وكل المشاركين في هذه المسرحية التي أثارت الجدل ومازالت.

إفيهات سعيد صالح في كل أعماله لا تتوقعها مطلقًا وهذا هو سر نجاحها واستمرار صناعتها للبسمة علي وجوهنا حتى الآن ولكن في مسرحيتي مدرسة المشاغبين والعيال كبرت سنجد كل جمله إفيهات محفورة أتذكر منها: (أحيه يا أبو سوسو.. أحيه" من مسرحية "العيال كبرت"، "مش هو ده المنطق يا متعلمة يا بتاعة المدارس" من مسرحية (مدرسة المشاغبين)، "أنا عندي استعداد للانحراف بس مش لاقي اللي يوجهني" من مسرحية (العيال كبرت)، فين السؤال.. أنا أحط أيدي على السؤال تلاقيني فوريرة" من مسرحية (مدرسة المشاغبين)، "مرسي ابن المعلم الزناتي أتهزم يا رجالة" من مسرحية مدرسة المشاغبين، وغيرها من الإفيهات والجمل التي نرددها ونستخدمها في حياتنا.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة