تصدرت القضايا الأسرية المشهد فى الفترة الأخيرة، وخاصة قضايا القتل بين الأزواج والتى تعود فى النهاية لأشياء لو تم النقاش بها لتم حلها، لكن سوء الحل يؤدى بالنهاية بها لطريقين محتومين الأول لمحكمة الأسرة والنزاع والذى ينتهى بالطلاق ودمار لكامل أفراد الأسرة على رأسهم الأطفال بتلك الأسرة، أو الطريق الأخر وهو جرائم القتل بين الأزواج والتى تنتهى ليس بدمار الأسرة بل تفككها وهلاك جميع الأفراد.
ومن بين تلك القضايا التى شهدتها محافظة القليوبية مؤخرا انتهاء النزاع بين زوجين وبينهما 3 بنات، على شئ لا يذكر وهو "غسالة ملابس"، على الرغم من الزواج الذى تم فى 2009، أى منذ ما يزيد عن 13 عاما، حيث يعمل الزوج باليومية، أما الزوجة فهى موظفة، ونظرا للظروف كانت تغسل الزوجة الملابس يوميا على يديها إلى أن أصيبت بيديها ومنعتها عن الغسيل اليدوى، وهو ما دفعها إلى مطالبته بشراء غسالة، فحدثت مشادة تطورت إلى طلب الطلاق بالمحكمة ورفع قضايا للنفقة للبنات، إلى أن تم لم شمل الأسرة.
ماجدة صفى الدين المحامية بالنقض
فى البداية قالت ماجدة صفى الدين المحامية بالنقض، إن الزوجين تزوجا منذ عام 2009، وكان الزوج يعمل باليومية، أما الزوجة فهى موظفة، وكانت منذ الزواج تغسل الملابس يوميا لها ولأسرتها على يديها، إلى أن أصيبت بمتزق فى يديها فمنعها ذلك من الغسيل، فطالبت زوجها بشراء غسالة لرفع الضغط عنها، إلا أنه الظروف المعيشية للأسرة كانت لا تسمح للزوج حيث كان يعمل باليومية، فنشبت مشادة وتطور الأمر للوصول لطلب الطلاق، وبدأت مسيرة الطلاق بالمحكمة منذ بداية عام 2020، وحصلت على نفقة لها ولأطفالها.
ماجدة صفى الدين محامى الزوجة
وتابعت ماجدة صفى الدين، لـ "اليوم السابع"، أنها حاولت فى البداية تهدئة الأمر لكن القضية بين الزوجين فى البداية كانت فى أوجها، وكان الشيطان تدخل بينهما بالقدر الكافى للطلاق، وبعد الحصول على الأحكام ضد الزوج بدأت الزوجة فى الهدوء نفسيا بشكل نسبى، وعلى الفور بدأت المحامية بالتدخل لحل الأزمة من جديد بين الزوجين للم شمل الأسرة من جديد، بعد حوار أيضا مع الزوج.
وأوضحت، أنه بدأ الزوجين فى الرضوخ للحديث والتهدئة من الطرفين وخاصة بعد الاقتناع بأن البنات الثلاثة هن من سيدفع الثمن جراء ما حدث بينهم، "بعد ما قعدت مع الزوج وحتى عرضت إنى أشترى أنا الغسالة لو هتكون سبب للصلح، فضحك الزوج وقال أنا هشتريها، ومش عادية كمان هشترى غسالة فول أوتوماتك، وبالفعل بدأ لم شمل الأسرة من جديد، وعمت الفرحة من جديد بين أفراد الأسرة، وبدأنا فى التنازل عن القضايا بينهما، وتنازلت عن باقى اتعابى كهدية لهم على لم الشمل من جديد".
واستطردت، أن قضايا الزواج المبكر للفتيات أصبحت ظاهرة كبرى وخاصة فى الريف، ولابد من التصدى لها حيث يتم زواج الفتيات دون سن الـ 18 سنة، من خلال الزواج العرفى، وعند بلوغ السن القانونى وبدء مرحلة التسجيل الرسمية يبدأ الأزواج فى التهرب منهم وعدم التسجيل للأبناء الذين تم إنجابهم خلال الفترة قبل بلوغ الأم السن القانونية، وهو ما يضيع كافة حقوق الزوجة ولا يدين الزوج وتصبح المدمرة نفسيا ومجتمعيا هن الأطفال الذين يتم زواجهم من قبل الأهل.
وأشارت، إلى أن ضرورة تواجد مكاتب للتأهيل للأزواج قبل الزواج، لإعداد الزوج والزوجة لتحمل المسؤولية لبناء أسرة جديدة قائمة على المسؤولية والمشاركة والتفاهم والإحترام، وكذلك الزوجة لتخرج جيل جديد قادرا على العطاء والتميز، موضحة أن قانون الأسرة بحاجة إلى التعديل من خلال استبدال مكاتب التسوية بلجنة مشكلة من أحد رجال الدين وطبيب نفسى وأخصائى لحل المشاكل الزوجية ما قبل الطلاق.
وتابعت، "مكاتب التسوية لا تحل المشاكل الزوجية قبل الطلاق بين الزوجين، وإن نجحت فى الصلح فلا تتعدى نسبة الـ 1% من القضايا التى يتم عرضها على مكاتب التسوية، حيث أن مكاتب التسوية تعتمد على الروتين ولا تقوم بالدور المطلوب لإتمام الصلح بين الزوجين، فلابد من الرجوع للدين وتحكيم العقل بين الزوجين ليعرف كل منهم حقوق الأخر وواجباته".
يذكر أن محافظة القليوبية شهدت واقعة أسرية غريبة وجديدة من نوعها، حيث تمكنت ماجدة صفى الدين المحامية بالنقض، من عقد جلسة صلح بين زوجين وعودة الزوجة وبناتها الثلاثة بعد خلاف في المحاكم لمدة عامين حكم خلالهما بأحكام نفقة زوجية ونفقات للبنات الثلاث وتبديد منقولات زوجية.
يذكر أن الزوجة "عزة. م" قامت برفع دعاوى قضائية على زوجها حملت أرقام 832 لسنة 2020 أسرة مركز بنها، و356 لسنة 2021 أسرة مركز بنها، وأجنحة رقم 16116 جنح مركز بنها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة