30 يونيو 2013، و3 يوليو 2013، و4 يونيو 2014، تواريخ شاهدة على إنقاذ مصر وانطلاقتها الكبرى، وعلامات بارزة ومضيئة سيذكرها التاريخ ويوثقها فى أبهى صفحاته، فكل يوم، من تلك الأيام، بمثابة ميلاد جديد، لأمة تاريخها متجذر فى أعماق التاريخ، كان يهدد وجودها على الخريطة الجغرافية، طوفان من الظلاميين والإرهابيين المتاجرين بالدين، وبالشعارات، وينفذون مخططات التدمير.
30 يونيو 2013 ثورة عظيمة، خرج فيها 33 مليون مصرى، لإعادة مصر المخطتفة، والتى كانت تقف على حافة الهاوية، ومهددة بالسقوط فى مستنقع الفوضى والخراب والدمار والاندثار من فوق الخريطة الجغرافية.
و3 يوليو، كان القرار الشجاع، الذى لا يمكن أن يُقدم عليه إلا فارس شجاع ومقدام، لطرد منتخب العالم فى الإرهاب، والذى بدأ خطة «التعشيش» فى كل مؤسسات ومفاصل الدولة، ومحاولة خلق كيان مسلح قوامه عشرات الآلاف من الإرهابيين فى سيناء، لضمان استمرار حكم قادة الإرهاب.
أما 4 يونيو 2014 هو تاريخ وصول الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى سدة الحكم، وهو تاريخ تدشين التحول إلى الجمهورية الجديدة، العصرية العفية القادرة على اللحاق بركب الدول المتقدمة، وإيجاد موطئ قدم بين الكبار، فى عصر لا يعترف إلا بالأقوياء.
لذلك، كانت القرارات الكبيرة، والشجاعة، والبداية، بقرار تشخيص الأمراض، وإزالة الأورام الخبيثة من جسد البلاد، والتى كانت تسبب آلاما موجعة، بدءا من الأورام الاقتصادية، وتراجع معدلات التنمية، وانهيار البنية التحتية، وانتشار العشوائيات، مصدر «معايرة» المصريين بفقرهم وعوزهم، وتوطن الأوبئة، مثل وباء فيروس سى، الوحش الذى كان ينهش فى أكباد المصريين، ثم مواجهة المخططات الرامية لتقسيم مصر، من خلال حرب شاملة على الإرهاب، ثم والأهم التكدس فى مناطق جغرافية ثابتة، ومنذ قرون طويلة، حيث يعيش ثلثا المصريين على 6% فقط من مساحة وطنهم الشاسعة، وأن ما يقرب من 70 مليون مواطن مصرى يعيشون فى 12 محافظة فقط من محافظات الجمهورية، بجانب تآكل مخيف فى الرقعة الزراعية.
انطلاقا من النقطة الأخيرة، كان يجب التدخل لإحداث نهضة كبرى فى تطوير خريطة الإسكان، وكانت الفكرة الرائعة بالانتقال من النهر إلى البحر، فكان المشروع الأكبر ببناء عاصمة جديدة متطورة وذكية، بجانب مدن الجيل الرابع، تجاوز عددها فى محافظات الجمهورية المختلفة 30 مدينة، ما يعد نهضة وطفرة إسكانية كبرى، تقضى على العشوائية والتكدس.
مشروع الانتقال من النهر إلى البحر، لم يُنسِ القيادة السياسية، تطوير القرى والنجوع والكفور فى كل محافظات الجمهورية، فأطلقت مشروع القرن، «حياة كريمة»، لتطوير 4741 قرية و30888 عزبة وكفرا ونجعا، لإحداث تغيير جذرى، فى حياة أكثر من 55 مليون مواطن.
تواريخ شاهدة على إنجازات مغلفة بالمعجزات، يقف أمامها التاريخ بأسمى آيات التقدير والإعجاب والانبهار، رغم أنف كل خائن وحاقد وحاسد.