استفاق أهل محافظة عكار الواقعة شمالى لبنان منتصف ليل أمس على فاجعة أعادت إلى الأذهان جحيم المرفأ الذي لم يبرد جرحه إلى اليوم بعد عام كامل، حيث انفجرت خزانات وقود كانت مخبأة في قطعة أرض ببلدة التليل فى محافظة عكار التى تقع فى شمال لبنان، بعدما صادرها الجيش اللبناني، وبدأ بتوزيع محتوياتها بحضور 200 شخص تقريبا.
وأسفر الحادث حتى اللحظة عن وقوع 28 قتيلا و80 مصابا، فيما أعلن الدفاع المدني من السيطرة على النيران بشكل تام، فيما تستمر عمليات المسح الميداني لمحيط الحادث والبحث عن المفقودين حتى الساعة.
تتضاعف تداعيات الكارثة وحجم المعاناة خاصة أنها تأتى فى يعانى فيه لبنا أزمة اقتصادية وصحية طاحنة، ووجه الرئيس اللبنانى ميشال عون برعة فتح تحقيق فى الحادث مع تكثيف عمليا البحث عن المفقودين، والمنتظر أن يعقد البرلمان اللبنانى جلسة لمناقشة تداعيات قرار حاكم مصرف لبنان الخاصة برفع الدعم وهو ما أثار فوضى فى البلاد.
لحظة الانفجار
وفى السياق نفسه، دعا رئيس لبنان العماد ميشال عون إلى اجتماع استثنائي للمجلس الأعلى للدفاع، ظهر اليوم، في قصر بعبدا، للبحث في تداعيات انفجار مستودع المحروقات في بلدة التليل فى عكار، وحذر عون من تسييس حادث انفجار خزانات وقود في عكار شمالى لبنان واستغلال دماء الضحايا لرفع شعارات وإطلاق دعوات تكشف بوضوح نوايا مطلقيها وضلوعهم بمخططات هدفها الإساءة الى النظام ومؤسساته - على حد وصفه.
وأكد عون في أنه سبق وعرض في الجلسة الأخيرة للمجلس تقريراً عن الوضع في منطقة الشمال، وتحديداً أنشطة جماعات متشددة لخلق نوع من الفوضى والفلتان الأمني، وطلب من قادة الأجهزة الأمنية الاجتماع للتنسيق في ما بينهم ودراسة الأمر لاتخاذ ما يلزم.
الدكتور فادى سنان مدير عام وزارة الصحة اللبنانية
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون، أعرب عن ألمه الشديد على ضحايا انفجار خزان المحروقات الذي وقع في الساعات الأولى من صباح اليوم في بلدة التليل في منطقة عكار، والذي أودى بحياة عشرات الضحايا، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى.
نقل المصابين للخارج
وعلى صعيد متصل، قال الدكتور فادى سنان مدير عام وزارة الصحة فى لبنان ، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إنه جار التنسيق بين وزارة الصحة اللبنانية وعدد من الدول الشقيقة والصديقة للمساعدة فى استقبال عدد من المصابين نتيجة انفجار مخزن وقود بلدة التليل بمحافظة عكار، ومن بينهم مصر التى اعتادت مساندة لبنان فى شدائده.
عمليات البحث عن المفقودين والضحايا
وأشار إلى انعقاد اجتماعات اليوم مع ممثلى البعثات الدبلوماسية لعدد من الدول بينهم مصر لبحث إمكانية نقل المصابين لتلقى العلاج خارج لبنان.
وأضاف سنان ، فى تصريحاته الخاصة ، إن عدد المصابين ارتفع إلى 80 مصابا وتزداد الحصيلة باستمرار عمليات البحث فى محيط الكارثة ، و24 من الجرحى وضعهم شديد الخطورة.
غضب بين أهالى عكار
وأوضح سنان أن الإمكانات حاليا فى لبنان ضعيفة فى ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى يعانى منها لبنان على كافة المستويات ما يجعله غير جاهز لمواجهة هذه الكارثة بمفرده ويحتاج دعم من الدول والمنظمات الدولية .
الأهالى يشعلون النيان
أشعل عدد من أهالي بلدة التليل في عكار شمال لبنان النيران فى الشاحنات الموجودة في مستودع الرمل والبحص حيث وقع الانفجار، كردة فعل على كارثة انفجار مخزن الوقود، وقام الأهالي بإحراق شاحنة قرب منزل صاحب الخزان، مهددين بإحراق منزله.وفق موقع النشرة اللبنانى .
اقتحم الأهالي الغاضبون بلدة التليل بمحافظة عكار شمال لبنان منزل صاحب الأرض في الذي لا يوجد فيه أحد، وعملوا على تحطيم الآليات في محيطه ورشق نوافذه بالحجارة. وحاول الجيش إبعاد الاهالي عن المنزل بحسب "الوكالة الوطنية للإعلام".وفق صحيفة الجمهورية اللبنانية .
هذا ووقعت عمليات كر وفر بين الأهالي الغاضبين والجيش في محيط منزل صاحب الأرض التي انفجر فيها خزان المحروقات في بلدة التليل، وسط إصرار الاهالي على اقتحامه، على ما يقولون ثأرا لدماء الضحايا.
وكان الجيش اللبناني بمداهمة منزل صاحب مستودع المحروقات الذي انفجر في التليل في عكار المدعو (ج.أ)
الصليب الأحمر اللبنانى بموقع الحادث
وقد ضرب الجيش اللبناني طوقا أمنيا حول محيط موقع الانفجار، ولا تزال عمليات المسح مستمرة من قبل الجيش والصليب الأحمر اللبناني، بحثا عن ضحايا ومفقودين محتملين.
استغاثات
فيما ناشد أمين العام للهيئة العليا للاغاثة بلبنان اللواء الركن محمد خير، جميع الجمعيات والمنظمات الدولية العاملة في لبنان تسليم ما توافر لديها من أدوية وأمصال ومستلزمات طبية خاصة بمعالجة الحروق من الدرجة الثانية والثالثة الى مستشفيات عكار وطرابلس، والتنسيق مع الهيئة العليا للإغاثة بهذا الخصوص، وفق موقع النشرة اللبنانى.
فتح التحقيقات
وعلى صعيد متصل، طلب الرئيس اللبناني، الأحد، استنفار القوى والأجهزة الأمنية والصحية في عكار لمكافحة الحريق والعمل لنقل المصابين إلى المستشفيات وتقديم الإسعافات لهم على حساب وزارة الصحة.
موقع الانفجار
كما طلب الرئيس ميشال عون من القضاء المختص إجراء التحقيقات اللازمة لكشف الملابسات التي أدت إلى وقوع الانفجار، مشددا على تكثيف البحث للتأكد من عدم وجود مفقودين.
وقال عون، وفق موقع الرئاسة، إن "هذه المأساة التي حلت بمنطقة عكار العزيزة أدمت قلوب جميع اللبنانيين الذين يقفون اليوم مع أبناء المنطقة في هذه المحنة التي ألمت بهم".
حسان دياب : نعيش مأساة
فيما اعتبر حسان دياب، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، أن ماحدث في عكار هو مأساة إنسانية سببها الفساد.
وحسب تصريحات نقلها موقع النشرة اللبناني قال دياب: "ما حصل في بلدة التليل في عكار هو مأساة إنسانيّة، تسبّب بها الفساد الّذي بدأ ينهش الكرامة الإنسانيّة"، فيما قال سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق أن انفجار صهريج الوقود في مدينة عكار لا يختلف عن مجزرة مرفأ بيروت.
وأضاف في تغريدة عبر تويتر، " رحم الله الشهداء واسكنهم فسيح جناته و شفى الله الجرحى والمصابين"، مشيرا إلى أن ما حدث في الجريمتين لو كان هناك دولة تحترم الإنسان لاستقال مسؤوليها.