3 أشهر وبضعة أسابيع كانت كافية لانهيار المشروع الأمريكى داخل أفغانستان، بعد حرب امتدت لما يزيد على 20 عاماً كاملة كبدت خزائن واشنطن تريليونات من الدولارات بهدف القضاء على بؤر الإرهاب، وبناء نظام حكم قادر على التصدى لوباء التطرف، وتلافى تكرار حوادث مثل أحداث 11 سبتمبر، التى كبدت الولايات المتحدة ـ بل والشرق الأوسط ـ الكثير.
وما بين إعلان إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن عن خطة الانسحاب الكامل من الأراضى الأفغانية، وسقوط العاصمة كابول فى قبضة حركة طالبان المسلحة ليلة الأحد، يرصد "اليوم السابع" فى السطور التالية القصة الكاملة لانهيار المشروع الأمريكى داخل بلاد تورا بورا، وكيف عادت عقارب الساعة إلى الوراء، لتعود أفغانستان كما كانت قبل عقود مضت وكراً محتملاً للإرهاب، وقلعة عصية على الرصد تؤوى داخلها الفكر الظلامى، وتستقطب رغم إرادة الجميع، فلول المليشيات والتنظيمات التى كانت قاب قوسين أو أدنى من الاندثار.
3 مايو:
مع بداية انسحاب القوات الأمريكية احتفظت الحكومة الأفغانية بالسيطرة على كل عواصم الأقاليم الـ 34، إلا أن حركة طالبان بدأت تتقدم فى المقاطعات القروية التي لم تحظى بدفاع قوى.
11 مايو:
عززت طالبان سيطرتها على الطرق السريعة الرئيسة وعزلت القواعد الحكومية وسقط المزيد من المقاطعات القروية.
16يونيو:
أدركت القوات الأفغانية المحاصرة أن وعود الحكومة بالتعزيزات والإمدادات لن تأتى. ومع انخفاض الروح المعنوية بدأوا يتخلون عن نقاط التفتيش والقواعد بشكل جماعى.
23يونيو:
واصلت طالبان الزخف البطئ لتسيطر بشكل متزايد على مناطق تابعة للحكومة وأخرى متنازع عليها بين الطرفين.
8 يوليو:
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن 31 أغسطس سيكون تاريخ انتهاء انسحاب قوات بلاده من أفغانستان. وقال في كلمة إن واشنطن "حققت أهدافها" في مكافحة التهديد الإرهابي. ولم تذهب إلى أفغانستان "لبناء أمة" بل تلك "مسؤولية" الأفغان، معربا عن ثقته في قدرة الجيش الأفغاني للتصدي لحركة الطالبان
13 يوليو:
أرسلت طالبان زعماء القرى لإرسال رسالة للجنود بالاستسلام أو الموت. واستسلم العديد من الجنود ورجال الشرطة وسلموا أسلحتهم مقابل ضمانات بالسلامة.
3 أغسطس:
كثف مقاتلو طالبان حصار عدد من عواصم الأقاليم، وبدأت القوات الحكومية والمسئولين فى التخلى عن المجمعات الحصينة التي أداروا منها شئون الأقليم.
6 أغسطس:
بعد ما يقرب من 20 عاما من الحرب، سقطت أول عاصمة لإقليم فى يد طالبان. وهى مدينة زارنج الصغيرة والبعيدة. وخلال أسبوع انهارت 14 عاصمة أخرى
13 أغسطس:
وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون تعلن الدفع بـ3 آلاف جندي إضافي بحلول نهاية الأسبوع الجاري ـ قبل 48 ساعة من سقوط كابول ـ حيث قال متحدث باسم الوزارة إن معظم القوات الإضافية التى من المقرر نقلها إلى أفغانستان للمساعدة في عمليات الإجلاء والنقل من هناك ستصل البلاد بحلول نهاية الأسبوع.
14 أغسطس:
استولت طالبان على قندهار وهلمند الاستراتيجيتين إلى جانب هرات على الحدود الإيرانية. ومهد سقوط قندوز ولجار الطريق مباشرة للتوجه على كابول
صباح 15 أغسطس:
وصول مقاتلى كابول إلى مشارف كابول وأجراء مفاوضات لنقل السلطة، حيث أكد مسؤول أفغانى أن الرئيس أشرف غني غادر البلاد إلى طاجيكستان، بعد وصول طالبان لمشارف كابول
ليل 15 أغسطس:
حركة طالبان تكمل سيطرتها العاصمة كابول وتقتحم القصر الرئاسي، والرئيس أشرف غني يغادر البلاد متجهاً إلى طاجيكستان، ويوجه رسالة قال فيها : "طالبان أمام اختبار تاريخي اليوم.. ومعظم الأفغان قلقون علي مستقبلهم، غادرت البلاد لثقتي التامة بأنم عدداً كبيراً من المواطنين كان سيقتل وكان سيتم تدمير كابول لو بقيت فى أفغانستان".
الحركة المسلحة تعلن من داخل القصر الرئاسي سعيها لـ"حكومة تشاركية" فى أفغانستان، مع الانتشار فى شوارع العاصمة الأفغانية لفرض الأمن ، علي حد قول أحد قادتها الذين اقتحموا القصر الرئاسي.