أعلنت السلطات اللبنانية، أمس الأحد، عن مقتل 28 شخصا على الأقل وإصابة 80 بجروح، إثر انفجار صهريج وقود في منطقة عكار شمال لبنان، فيما يتخبط البلد في أزمة محروقات حادة تشل المرافق العامة والخدمات.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن "ظروف الانفجار غير واضحة"، مشيرة إلى أن أغلب الضحايا والمصابين كانوا ممن تجمعوا حول الخزان لتعبئة الوقود.
وتكتنز منطقة عكار بكامل رقعتها الجغرافية تراثا غنيا لحضارات وشعوب عبرت أو استقرت فيها منذ أكثر من 6 آلاف سنة مخلدة حضورها بعشرات المواقع الأثرية والتراثية التي ما زالت في قسم أساسي منها ظاهرة للعيان، من حصون وقلاع ولوحات ونقوش محفورة على الصخر، ومعابد قديمة وكنائس ومساجد وتكايا وسرايات وبيوت ومعاصر ومطاحن وأدوات منزلية، إلى العديد من الخانات والطرقات والجسور الحجرية المقنطرة، وكهوف ومغاور ومدافن لكل منها في تاريخ هذه المنطقة قصص وروايات. منذ العصور الحجرية القديمة إلى العصور الحديثة وما بينها من عصور متعاقبة كان لكل منها في محافظة عكار موقع وأثر.
ومن أبرز مواقعها الأثرية: قلعة عكار العتيقة، وقلعة القليعات، ومغاور الشيخ زناد التي تعود للحقبة الفينيقية وفي محيطها آثار لأبنية تراثية قديمة تعاند رياح البحر وأمواجه العاتية.
وقلعة البرج في جرمانيا في وادي خالد وان الاسم الصليبي للقلعة بحسب العالم الأثري ديسو هو الـ"ميليشين" وفي بلدة الهيشة وادي خالد تنتشر عشرات المدافن المحفورة في الصخر، إضافة إلى عدد من الآبار الارتوازية، وفي مدينة جرمنايا العريقة تاريخيا في عكار لا تزال أطلال منازل وبقايا المدينة البيزنطية المعروفة ظاهرة بالقسم الأكبر من معالمها وتقدر مساحتها الاجمالية نحو 200 ألف متر مربع. وجرمنايا كانت مدينة بيزنطية ومركز أسقفية.
أما في قرى حنيدر وحرب عارة وخربة القصر وخربة السنديان والدعيتر والتلة وقرحة في وادي خالد أيضا، فتوجد أطلال لمنازل قديمة حجارتها بازلتية سوداء. ومغارة رجم خلف التي تم اكتشافها في العام 2000 تعود إلى العصر البرونزي نظرا للآثار التي عثر عليها في داخلها. وفي عكار العتيقة وبالقرب من قلعة آل سيفا ما زال محراب الجامع المملوكي الذي بناه السلطان قلاوون قائما وفي حي زبود في البلدة عينها كهوف صخرية منحوتة وفي داخلها عشرات النواويس يعود تاريخ بنائها إلى العصر البابلي.
وتعتبر قلعة حلبا التي كانت مسكنا لعشيرة السينيين الكنعانية، من أهم القلاع في المحافظة، وقلعة عروبة في أعالي جبال عكار تقع على جبل يرتفع 2400م عن سطح البحر، ويروي المستشرق اليسوعي الأب مارتين أن القلعة بنيت في القرن التاسع قبل الميلاد لكن لم يبق منها الآن سوى أطلال حجارة وفي محيطها مدافن محفورة في الصخر، بالإضافة إلى قلاع السلاسل والسن وفيليكس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة