زادت نغمة تفويت المباريات فى الدوري المصري الفترة الأخيرة، بعد اشتعال المنافسة بين الأهلى والزمالك فى جدول المسابقة وبات كلاهما على بعد خطوة من التتويج بالدرع ويتمنى كل منهما تعثر الآخر في المباريات القليلة المتبقية وأصبحت الجماهير تتابع مواجهات المنافس وتنتظر تعثره وتتغنى بفوز فريقها وتحاول زعزعة الخصم حتى بإطلاق الشائعات بتسهيل بعض الأندية مهمة المنافس لتحقيق الفوز وصارت تطلق اتهامات التفويت، كل ذلك ربما يكون طبيعيا وليس جديدا في تاريخ الدوري المصري، ولكن أن تخرج تلك العبارات على لسان مسئولين وتأخذ طابع الرسمية فهو تحول خطير يتطلب تدخلا عاجلا.
تفويت المباريات اتهامات قديمة متجددة، تتناقلها الجماهير فى الشوارع المقاهى وعلى صفحات السوشيال ميديا، وهى وإن كانت ترفضها جميع الأعراف الكروية والأخلاقية ويعاقب عليها الاتحاد الدولى لكرة القدم بالاستبعاد حال ثبوت أى اتهامات بالتفويت، إلا أن ترديد تلك العبارات بين الجماهير ليس جديداً، لكنه زاد الفترة الأخيرة بحكم أننا نعيش عصر السوشيال ميديا باعتباره أرضاً خصبة للتعصب الكروي وتبادل الاتهامات والتحفيل بين الجماهير، وهو ما حدث قبل مباراة الزمالك والإسماعيلي وبعدها، ساعد على ذلك أهمية المباراة بالنسبة لجماهير القطبين فضلاً عن تاريخ مواجهات الزمالك والإسماعيلى والذى يصب فى صالح أبناء ميت عقبة.
أزمة التفويت اتخذت منحنى خطيرا بعدما انتقلت من التنافس الجماهيرى فى المقاهى وعلى السوشيال ميديا لتتحول من كونها شائعات لا تستند لأى دليل إلى الطابع الرسمي على لسان مسئولي الأندية، بعدما ألمح ماجد سامى رئيس نادي دجلة إلى أن أحد أندية الدوري الممتاز يتعمد التفويت فى بعض المباريات لصالح الخصم، واصفاً هذا النادى بـ"المفلس مادياً" والذى لا يستطيع دفع مستحقات لاعبيه ما اضطر مدربه للرحيل كما اضطر لاعبوه لشكواه، وأشار سامى إلى أن هذا النادى خسر مباراته الأخيرة ضد أحد الفرق التى تصارع على الهبوط بخطأ متعمد من الحارس الاحتياطى والذى أشركه على حساب الأساسى الذى أجلسه على الدكة دون إصابة أو إيقاف، لتحمل تلك العبارات اتهامات واضحة وصريحة لهذا النادى بتعمد تفويت المباريات لصالح المنافسن.
تصريحات ماجد سامى وتلميحاته يبدو أنها استفزت بكرى سليم الرئيس التنفيذي للمقاصة، والذى سارع بتفسيرها على ناديه وأعلن تقديم شكوى رسمية ضد رئيس دجلة، نافياً بشكل قاطع اتهامات سامى، والذى لم يذكر اسم المقاصة علانية في البوست الذى كتبه.
وما بين الاتهامات المتبادلة بين مسئولي الناديين، تبقى حقيقة واضحة وإجراء عاجل، أما الحقيقة فهى حال الكرة المصرية وغياب الاحترافية عن إدارة مسابقاتها، ما يقودنا لضرورة تدخل سريع وإجراء عاجل من جانب المسئولين عن الرياضة للتحقيق فى تلك الاتهامات المتبادلة، وكشف حقيقة وجود تفويت فى بعض مباريات الدوري أم أنها تصفية حسابات بين أشخاص اضطروا لإطلاق تلك التصريحات، وسواء كان هذا أو ذاك فلأمر يتطلب إجراءً عاجلا لإبعاد الشبهة، والتى إن ثبتت فإنها ستطول أندية أخرى، وذلك حفاظاً على سمعة الكرة المصرية ودفاعاً عن تاريخ وعراقة الدوري المصري كأحد أهم وأقوى الدوريات فى أفريقيا والشرق الأوسط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة