لا يزال لبنان يتقد غضبا بعد كارثة انفجار مخزن وقود عكار التى نتج عنها 28 قتيلا و80 مصابا، فى واقعة أعادت إلى الأذهان شبح انفجار مرفأ بيروت، وتعد أزمة الوقود سببا رئيسا وراء الانفجار الأخير فى بلدة التليل بمحافظة عكار شمال لبنان .
كل هذا وسط أجواء سياسية غير واضحة، ففى اللقاء العاشر بين الرئيس اللبنانى ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، قال الأخير: «إننا دخلنا بموضوع الأسماء»، مشيراً إلى أن «نسبة تشكيل الحكومة أكبر من نسبة الاعتذار ولا وقت محدداً لدى، ولكن المدة ليست مفتوحة».
لحظة الانفجارفى عكار
أياد مصرية تعالج المصابين
كانت مصر فى مقدمة الدول التى بادرت بتقديم المساعدات الطبية للبنان فور وقوع انفجار مخزن وقود بلدة التليل فى محافظة عكار شل لبنان ، وأوضح الدكتور فادى سنان مدير عام وزارة الصحة اللبنانية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه وصل فجر أمس فريق طبى مصرى من استشاريي الجراحة المختصين بمعالجة الحروق، وتم توزيعهم على مستشفى السلام للحروق بطرابلس ومستشفى الجعيتاوي ببيروت، حيث يقوم الاطباء المصريون بتقديم الخدمات العلاجية للمصابين في انفجار التليل في عكار.
مساعدات مصرية للبنان ـ أرشيفية
وأضاف سنان، تلقينا أيضا مساعدات طبية تشتمل على أدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بمعالجة الحروق.
وأضاف ، أن هذا الموقف ليس بغريب على مصر التى اعتادت الوقوف بجانب لبنان فى محنه وشدائده، ولم تتوان عن تقدم المساعدات له، ورأينا ما حدث فى كارثة انفجار مرفأ بيروت وكيف كانت مصر خير عون للبنانيين.
نقل المصابين فى انفجار عكار
واعتبر الأطباء المصريون، أن "اللبنانيين هم أخوة لهم، ومن واجبهم الوقوف إلى جانبهم، وهم يضعون خبرتهم وعملهم في تصرف الجرحى، ويجولون على المراكز الصحية، لتقييم الأوضاع على الأرض وسيقدمون ما يستطيعون من مساعدة، وأشاروا إلى أن تعليمات وزارة الصحة المصرية واضحة بهذا الإطار، تقديم كل ما هو ممكن لمساعدة الجرحى.
الدكتور ياسر علوى سفير مصر فى لبنان
ومن جانبه كان الدكتور ياسر علوي سفير مصر في لبنان، عبر الصفحة الرسمية للسفارة على فيسبوك، أكد أن وصول الفريق الطبي والمساعدات بعد أقل من 24 ساعة من الانفجار يعكس قراراً مصرياً اتخذ على أعلى مستوى لتقديم كل العون الممكن والتزاماً بوضع كافة اﻹمكانات المصرية بتصرف الشعب اللبناني الشقيق، مؤكداً أن مصر ستكون حاضرة مباشرة، وموجودة كتفاً بكتف إلى جانب اﻷشقاء اللبنانيين ومتضرري انفجار عكار، حتى يتم تجاوز هذه المحنة.
الدكتور فادى سنان مدير عام وزارة الصحة اللبنانية
يذكر أن مصر كانت فى مقدمة الدول التى أعربت عن استعدادها التام للمساعدة فى علاج المصابين، فى بيان للخارجية الأحد، و أعربت القاهرة عن صادق تعازيها مواساتها للشعب اللبنانى ولذوي الضحايا، مؤكدة وقوفها التام مع الأشقاء اللبنانيين وذوي الضحايا في هذا المُصاب الأليم، داعية إلى سرعة اتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها إنقاذ لبنان ووقف مسلسل الأزمات المُتتالية، وأولها تشكيل حكومة لُبنانية بأسرع ما يُمكن وفق ما هو معمول به منذ اتفاق الطائف، وذلك لإنهاء الفراغ الحالي دون مزيد من الانتظار، أشارت وزارة الخارجية إلى أن مصر ستقدم مساعدات طبية عاجلة إلى لبنان لدعمه في مواجهة هذه الكارثة.
الجيش يداهم مخازن الوقود
وعلى صعيد متصل، لا يزال الجيش اللبنانى يواصل حملات المداهمة لمخازن الوقود المخالفة، حيث أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بلبنان، في بيان لها اليوم الثلاثاء، ضبط أكثر من 70 ألف ليتر من مادّة المازوت مخزنة داخل خزانات وصهاريج وإحدى بؤر الخردة في محلة طريق المطار، وفق موقع النشرة اللبنانى.
ولفتت إلى أنه ضبط كمية أخرى داخل مرملة في المنطقة ذاتها من قبل دورية من مفرزة الضاحية القضائية، وأشارت إلى أنه جرى توزيع الكمية المضبوطة على المستشفيات وعلى أصحاب المولدات.
وكان الجيش اللبناني صادر أمس الاثنين، خلال مداهمته مستودعات في منطقة رياق بمحافظة البقاع 400 طن من مادة المازوت وقام بتوزيعها على عدد من المستشفيات والأفران والبلديات والمزارعين، وذلك خلال مواصلته لحملات مداهمة المستودعات التي تقوم بتخزين الوقود بالمخالفة للقانون لاحتكاره أو الاتجار فيه بشكل غير شرعي.
كما صادر الجيش اللبناني 200 ألف لتر من مادة المازوت خلال مداهمات في منطقة رأس المتن بمحافظة جببل لبنان.
وفي السياق ذاته، قام الجيش بتوزيع 4 آلاف لتر من احتياط الجيش من المحروقات على 240 صيادا في منطقة العبدة استنادا إلى قوائم تم إعدادها بأسماء المستحقين.
قطع الطرقات
ومن جهة أخرى تستمر الاحتجاجات فى بعض المناطق بلبنان اعتراضا على أزمة الوقود فقد قطع محتجون الطرقات فى بعض المناطق، من بينها الطريق الرئيسى نحو مدينة صور عند مفترق بلدة العباسية والجيش يحاول فتحها كما تم قطع ساحة النور فى طرابلس بالكامل، وأيضا قطع الطريق عند مزلة المشروع القبة ، وطريق الدامور وطريق القبة ـ الضنية .
وأكد أهالي ضحايا انفجار خزان الوقود في عكار بشمال لبنان أنهم يرفضون أي محاولات لطمس الحقيقة، وحذروا من يحاول القيام بذلك، وأكدوا أنهم يريدون في البداية دفن ضحاياهم ثم لكل حادث حديث، وقال أحد أقرباء 3 ضحايا إنهم يترقبون نتائج التحقيقات.