طموحاته كانت تسبقه، ومن أجل تحقيقها ترك عمله "المضمون" كمهندس بترول فى إحدى الشركات، ليراهن على حلمه بعمل مصنع خاص لتنفيذ الأبواب المصفحة والمقاومة للحريق والرصاص والمضادة للانفجار، لينافس بها المستورد "تحت شعار صنع في مصر بأعلى جودة".
بداخل أحد المصانع بالمنطقة الصناعية بمدينة 15 مايو، ووسط أصوات الماكينات التي تشق صاج الحديد يصاحبها وهج الشرارات، وقف المهندس أحمد عبد البديع بين عماله متابعا لخطوات تنفيذ وإنتاج أبوابه المصفحة، مؤكدا أن الأحلام يمكن أن تصبح حقيقة وقال حلمت كثيرا بأن أكون صاحب مشروع خاص بعيدا عن التقيد بالعمل الروتينى، الذى يعتقد الكثيرون أنه مضمون بدلا من المخاطرة والسعى وراء حلم قد يكون مهددا بالفشل، ولكنى راهنت بمستقبلى من أجل تحقيق ما أسعى إليه وتركت وظيفتى كمهندس بترول في إحدى الشركات الكبرى، لأعمل بمشاركة أحد المهندسين الذين تخصصوا في صنع الأبواب المصفحة منذ عدة سنوات، والذى كان يعتبر أحد المجالات الجديدة على الصناعة المصرية، وسرعان ما تشبثت بهذه الفرصة ومن شركة لأخرى استطعت أن اكتسب خبرة في هذا المجال الجديد، وقررت أن ابدأ بنفسى من خلال التسويق أولا لهذه المنتجات من الأبواب المصفحة، حتى وصلت لمرحلة التصنيع، وبخبرتى كمهندس رأيت أن مستقبل هذه الصناعة كبير.
ولفت عبد البديع إلى أن بداياته كانت بمشاركة زوجته حيث كانت ـكبر داعم له لتحقيق حلمه، وذلك من خلال مشاركتها له في إدارة هذا العمل كمديرة للمبيعات، وسرعان ما اكتسب مشروعنا ثقة الكثير من العملاء والمكاتب الاستشارية، وذلك بعد أن أصبح لنا اسم معروف بالسوق، وكانت البداية بالعمل على نقاط ضعف المنافسين، خصوصا أن عددهم لم يكن كبير في هذه الفترة عندما بدأت في عام 2011، وتميزنا بالجودة وخدمة ما بعد البيع لعدم توافرها بالنسبة للمنتجات المستوردة ، مما مكنا من لحصول على مشاريع من شركات كبيرة لها باع كبير في هذا المجال ومن خلال مصنعنا بالمنطقة الصناعية بمدينة 15 مايو، قمنا باستكمال مراحل الإنتاج بعد الحصول على قرض من جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة الذى قام بدعمنا من خلال التمويل للحصول على ماكينات وخامات بقيمة 2 مليون جنيه لتبدأ مسيرة عملنا الحقيقية.
وحول أسعار الأبواب المصفحة قال عبد البديع إنها متقاربة في الأسعار بين المحلى والمستورد، وننحن الأفضل في الجودة والخامة عن المستورد حيث يعملون بصاج خفيف ولا يلاحظها العميل بينما نعمل نحن بثلاثة أضعاف وكذلك الحشوات لمقاومة الحريق، وسعر الباب المصفح 6 آلاف جنيه والمقاوم للحريق في حدود 10 آلاف جنيه والمضاد للانفجار 50 ألف جنيه، والمضاد للرصاص 25 ألف، وننفرد عن المستورد بخدمة ما بعد البيع حيث نقوم بكل أعمال الصيانة.
من جانبها قالت وفاء سمير مديرة المصنع وزوجة المهندس أحمد عبد البديع: بدأنا بحلم صغير ووضعت يدى في يد زوجى وكنت على ثقة عالية جدا بذكائه وبأسلوبه في إدارة عمله ومشينا بخطوات ثابتة من 2011 الى اليوم، وبدانا بمكتب صغير لتسويق الأبواب المعدنية والمقاومة للحريق، وتقدمنا بقرض والحمد لله أصبح لنا اسم معروف في السوق، وتركت مجال عملى حتى أصبح بجوار زوجى في هذا العمل.