يعتبر الروائى الكبير الراحل نجيب محفوظ واحدا من أِشهر وأهم الروائيين والكتاب ليس في الوطن العربى فقط بل في العالم خصوصا بعد فوزه بجائزة نوبل عام 1988، لكن ما هي قصة كتابه الأول، هذا ما نتعرف إليه في سلسلة الإبداع الأول التي تتطرق إلى الأعمال الأولى للكتاب والفنانين.
وقد حملت أولى أعمال الروائي الكبير الراحل اسم "عبث الأقدار" وهى أول أعمال نجيب محفوظ الروائية، ونشرها عام 1939 فى عدة فصول بـ"المجلة الجديدة" والتى كان يترأس تحريرها الكاتب الكبير سلامة موسى، صاحب التأثير الكبير على محفوظ فى بداية حياته.
وأثار اسم الرواية في ذلك الوقت الكثير من الجدل بين النقاد حيث قال بعضهم وهل الأقدار تعبث؟، وهو ما امتد فيما بعد إلى تحويلها إلى فيلم سينمائي حيث تم حذف كلمة الأقدار لئلا يكون لأحد حجة على محفوظ في اسم روايته الأولى.
لكن ما الذى جعل نجيب محفوظ يتطرق إلى الرواية التاريخية في أول أعماله، الحقيقة أن من يتابع إنتاج نجيب محفوظ يلاحظ بسهوله سعة نجيب محفوظ الواضح من بداياته نجو كتابة الرواية التاريخية، فالروايتان اللاحقتان للعمل الأول عبث الأقدار هما كفاح طيبة ورادوبيس وهما روايتان تاريخيتان أيضا.
كما تؤكد بعض المصادر أن الكاتب الراحل سلامة موسى هو الذى دفع محفوظ إلى سكة الروايات التاريخية حتى إنه كان له دور كبير في تغيير اسم الرواية الأولى التي حملت في البداية اسم "خوفو" باعتبارها رواية تاريخية تتناول تاريخ الفراعنة إلا أن سلامة موسى اقترح تسمية الرواية عبث الأقدار وقد تم له ما أراد، فتحولت لـ"عبث الأقدار" .
وتدور أحداث الرواية في عصر الأسرة الرابعة في زمن الفراعنة، وهو عصر بناء الأهرامات والملك خوفو، وتتطرق إلى نبوءة زوال ملك خوفو وظهور الأسرة الخامسة من بعده، وتُركِّز الرواية على الصراع بين موازين القدر والقوة.