دينا شرف الدين

وكأن وباءً لم يكن

الجمعة، 20 أغسطس 2021 10:11 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عودة للحديث عن وباء كورونا الذى لا يكف عن التحور والتغير كلما تمت السيطرة على موجة من موجاته حتى علت عليها الأخرى بغير هوادة.

و بما أننا بفضل الله قد تجاوزنا الموجة الثالثة التى حصدت أرواح الكثير وأعيت الكثير من المصريين واختطفت من أسر كثيرة أحباباً بكل سرعة وقسوة، فهل نستعد جيداً ونتخذ حذرنا دون تهاون تحسباً للموجة الرابعة التى تم التنويه عن أنها بالطريق فى غضون أيام؟

بنى وطنى:

لماذا ننتظر دائماً وقوع البلاء كى نتحسب له؟ لماذا لا نتأقلم بعد تجربة طويلة قاربت العامين وخبرة سابقة نتخذها أسوة وموعظة؟

فقد صدمتنى بالأسابيع الماضية مشاهد تجمعات المصريين بالكافيهات والنوادى والمطاعم والشواطئ دون أدنى إجراء احترازى لما كان يسمى بالأمس القريب ( كورونا).

فلا كمامات بالأماكن المغلقة والمطاعم المزدحمة بالفنادق ولا زجاجات كحول إلا قليلا جداً،

ناهيك عن التقارب والاختلاط والسلامات والقبلات وكأن وباءً مخيفاً لم يكن.

ألم نتعظ من درساً قاسياً عشناه وتجرعنا به مرارة الفقد والعزلة والخوف؟

ألم يكن منذ أسابيعاً قليلة هناك مريضاً أو متوفى بغالبية المحيطين بنا؟

فلنتأمل قليلاً لنتأكد جيداً أن الإنسان بكل ما حققه من تقدم وما اكتشفه من معارف وما طوره من تكنولوجيا وما انتصر عليه من أمراض بلقاحات وعلاجات ما هو إلا قطرة مياه بالمحيط، وما امتلأت به نفسه من غرور المعرفة ما هو نقطة بسطر لا نهاية له،

فقد وضعت أزمة كورونا الإنسان بمأزق كبير، ليواجه عجزه وحدود علمه الضيقة بعد أن ظن كل الظن أن لها من الرحب والسعة ما يزهو به ويفخر.

فلعله يكبح جماح غروره بالقليل من الحكمة ويكبل تكبره فى الأرض ببعض التضاؤل والاستصغار ويراود أطماعه الغير محدودة بالقليل من القناعة.

نهاية:

فلنحظر أنفسنا بأنفسنا ولنتحمل مسؤولياتنا بإرادتنا دون رقيب سوى ضمائرنا ووفق حسابات العقل والمنطق دون إلزام،

فقد اعتدنا وتعودنا على الإجراءات الاحترازية وتعلمنا الدرس جيداً وجنينا ثمار الاستهتار بأقرب الأقربين لدينا.

فالآن، كل منا رقيب على نفسه وأهله والمحيطين به إن كان يرجو لهم ولنفسه السلامة، فكم من سنوات كثيرة مارسنا بها طقوس الحرية ولم تكن بحساباتنا تلك الجائحة،

لكنه أمر الله الذى علينا تقبله والتأقلم معه كيفما كان دون جزع أو ضجر، لعله سبحانه وتعالى يرفعه عنا عما قريب.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة