هنريك بونتوبيدان، كاتب دنمركى وصف بالواقعية، وقد حصل على جائزة نوبل فى الأدب خلال عام 1917م، واليوم تمر ذكرى رحيله، إذ رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 21 أغسطس من عام 1943م، بعد أن ترك مجموعة كبيرة من الأعمال التى وصفت بالغامضة.
هنريك بونتوبيدان
كان سبب حصوله على جائزة نوبل حسب ما ذكرت لجنة التحكيم بسبب "أوصافه الأصيلة للحياة الحالية فى الدنمارك"، حيث استطاع أن ينقل حياتهم بشكل طبيعى دون تجميل من خلال الروايات القصيرة والحكايات الطويلة التى ناقش فيها مواضيع سياسية ونفسية وجنسية، ومن بين ما نقل وصفه لحياة الفلاحين فى الريف الدنماركى، الذين كان يعيش معهم على اتصال وثيق، وربما كان أول كاتب دنماركى تقدمى يبتعد عن الصورة المثالية للمزارعين.
ولعل أبرز ما كتب السيرة الذاتية ما بين عام "1898-1904"، والتى تتناول الرجل الواثق من نفسه والموهوب الغنى الذى ينفصل عن عائلته الدينية من أجل أن يكون مهندسًا، ومع ذلك، فى ذروة نجاحه ، قاموا أخيرًا باللحاق به وتخلى عن حياته المهنية ليجد نفسه فى حالة من الوحدة، وقيل عن كتاباته بأنها تبدو لغته واضحة وبسيطة وسهلة ولكنها غالبًا ما تكون محملة بالرموز والتلميحات السرية والمفارقة الخفية والأوصاف الموضوعية.
كان هنريك بونتوبيدان رجلاً متعدد التناقضات: ليبراليًا واضحًا فى عصره، لكنه وطنى صارم، متشدد مناهض لرجال الدين، ذو طبيعة قتالية محبطة، يتعاون مع الاشتراكيين ولكن دائمًا من موقف مستقل وفردانى، وعلى الرغم من إعاقته بالعمى فى أخر أيامه، إلا أنه استمر فى الاهتمام بالسياسة والحياة الثقافية حتى سنواته الأخيرة، وربما يكون بونتوبيدان هو الأكثر تأثيراً وتميزه كتاباته الاجتماعية النقدية بأنه رائد فى الأدب الدنماركى فى القرن العشرين.