حينما تذهب لبائع الخضار والفاكهة في منطقتك أو في طريقك، فتخبره أنك ستختار ما تريد شراءه، فيقول لك بكل تجهم وملل "لا يا أستاذ مافيش نقاوة"، فتخبره بأنك ستدفع ثمن ما تشتريه، فلماذا لا أختار ما أريده، وهو الأصل في تعامل أي مشترى مع بائع، فحينما تذهب للسوبر ماركت وتشترى شيئا فتجد فيه عيبا، فإنك ستتركه مكانه، وتختار المنتج السليم، فلماذا لا يطبق ذلك لدى بائعى الخضار والفاكهة، فيقول لك القائل: "لأن بائعي الخضار والفاكهة بضاعتهم تفسد سريعًا، ولذلك يجب أن يبيع كل بضاعته"، وهو منطق معيب مثل البضاعة التي يبيعها ذلك البائع، لأن الأصل أنك تفعل ذلك عند بائع غيره، وتختار ما تريده، وتفعل ذلك في السوبر ماركت الكبيرة وتختار ما تريده، فلماذا ذلك البائع تحديدًا وغيره يستمرون في طريقتهم التي عفا عليها الزمن، الإجابة بكل بساطة، هو أنه لم يجد أيًا من المشترين يرفضون الشراء منه، وحينها يدرك أن طريقته في التعامل خطأ، ثم أن المشترين لا يحاولون القول له بأن غيره يقوم بفعل الصواب وترك المشتري يقوم باختيار بضاعته، وحينها يدرك أن طريقته في البيع والشراء خطأ.
والحقيقة أن طريقة التعاطي مع المشاكل، هو إدراك أن هناك مشكلة، وتقييمها، والتعامل معها بكل حيادية، ولذلك ففكرة البائعين الفاشلة ليست مشكلة عرضية، لكنها مشكلة يتفاعل معها مئات الآلاف من المواطنين، لذلك فإيجاد الحل هو الطريق الأنسب للقضاء على تلك الظواهر، والحل هو مقاطعة لكل بائع في منطقتك لا يدرك قيمة التجويد في شغله، وقيمة عرض بضاعته وتنظيفها بشكل لائق، وكذلك تقديم تلك البضاعة بسعر معقول يتناسب مع الأسعار الأخرى عند نظرائه من البائعين الآخرين، وصولاً لفكرة الاعتياد على المعاملة الجيدة لكل من يقف أمامه، وهو البند الأهم في ملف جودة الخدمات المقدمة للزبائن الذى تحدثنا عنه في مقال سابق، ويمكن تنفيذ تلك الأمور وغيرها على جروبات المناطق وفى مجموعات الشباب الإيجابي والفاعل في كل قرية ومدينة.