"عندما تريد أن تنجح بقدر ما تريد، ستحصل على النجاح".. فالإرادة هى ما تدفعك نحو المثابرة لتحقيق النجاح والتفوق، وكأنها النور الذى يضيء لصاحبها الطريق نحو القمة، جميعنا نمتلك طاقات كبيرة وقوى خفية تحتاج لمن يكتشفها وينميها، تحتاج لمن يعرف مقدار نفسه وذاته، يجتهد ويضحى، ويفكر دوما فى النجاح.
الجميع لديهم الفرصة لتحقيق النجاح والتميز، إن استثمروا مهاراتهم بشكل جيد ووظفوها فى المجالات الملائمة لها وقدموا لعملهم الكثير.
ويمكن للطلاب أن يحققوا النجاح والتفوق إذا وجدوا البيئة المناسبة التى تتيح لهم الأدوات التى تعبر عن قدراتهم وإمكانياتهم.
وتمثل الأنشطة الطلابية إحدى تلك الأدوات التى تعمل على تنمية الوعى والمهارات المختلفة لدى الشباب الجامعى، للارتقاء بمستوى الطلبة والطالبات علميا وثقافيا واجتماعيا ورياضيا وتنمية مواهبه الثقافية والابداعية.
ويعطى تكامل الأنشطة الطلابية مع الأنشطة العلمية فرصة التوازن فى شخصية الطالب وقدرته على التفاعل بوعى مع أفراد مجتمعه وتنشئة جيل من الشباب، قادر على قيادة البلاد، والعمل على تقدمها فى شتى المجالات، إلى جانب صقل مهاراتهم بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل المحلية والدولية.
وحظى قطاع التعليم العالى والبحث العلمى، فى مصر باهتمام ودعم ومتابعة فى السنوات الماضية، فقد حرصت الوزارة على إشراك الطلاب فى الأنشطة والفعاليات الرياضية والفنية والثقافية التى تسهم بجوار العملية التعليمية فى تقديم خريج متميز علميا وبدنيا ونفسيا، وكذلك دعم أصحاب المواهب والأبطال الرياضيين، وتعزيز الانتماء لدى طلاب الجامعات.
ونجحت الوزارة فى تنفيذ خريطة الأنشطة الطلابية فى العام الجامعى 2019/ 2020 بمشاركة حوالى 146 ألف طالبا وطالبة من خلال الاتحاد الرياضى للجامعات، واستحداث الأنشطة التى ترتبط بالمناسبات والأحداث القومية والموضوعات العامة التى تهم المجتمع مثل مسابقة "حكاية نصر 45" بمناسبة ذكرى أكتوبر عام 2018، ومسابقة العبور الجديد عام 2019، وتنفيذ مسابقة أفضل جامعة خلال العام الدراسى 2018/2019، وإعادة تأهيل وافتتاح معهد إعداد القادة بحلوان عام 2017 وإنشاء مراكز إعداد القادة داخل بعض الجامعات (عين شمس، الزقازيق، أسيوط، السويس، المنوفية، كفر الشيخ، جنوب الوادى، المنيا)؛ بهدف إعداد وتأهيل الكوادر من القيادات الشبابية وإتاحة الفرصة للشباب للمشاركة الحقيقية فى البناء المجتمعى، ونشر الوعى بين طلاب الجامعات، وكذلك دمج الطلاب الوافدين وإشراكهم فى الأنشطة الطلابية، فضلًا عن توقيع بروتوكولات تعاون بين المعهد والاتحاد الرياضى المصرى للجامعات، وبروتوكولات تعاون مع الجامعات الخاصة لزيادة قاعدة المستفيدين من الطلاب.
ويهدف معهد إعداد القادة إلى اكتساب بنية معرفية تثقيفية متنوعة مواكبة لتطورات العصر لا مجال فيها للتلقين أو الطرح فى قوالب فكرية أو أيدلوجية جامدة، بل فى إطار تنشيط الفكر والإبداع وحرية النقاش حول إمكانية توظيف المعرفة والناتج منها، وزيادة حصيلة الوعى الثقافى والسياسى والإلمام بحقائق ما يحدث من تغيرات إقليمية ودولية 'سياسية واقتصادية وثقافية وما تفرضه من تحديات وما هو دور الشباب فى مواجهة هذه المتغيرات، حتى يمكن أن نحدد أين نحن ؟ وإلى أين نتجه ؟ وماذا نريد ؟ وما هو المطلوب من كل منا ؟ التعرف على قضايا الوطن والمجتمع الجامعى ومشكلاته، ومناقشة الموضوعات الحيوية والمهمة المطروحة على الساحة، واستعراض خطط التنمية والحلول المطروحة لذلك، وإتاحة فرص وأدوار مشاركة الشباب وسبل التفكير فى حلول جديدة ومبتكرة، فى إطار استثمار الطاقات البشرية وتوجيهها وكيفية إدارة الثروات، وممارسة أدوار ومهارات القيادة والإدارة الذاتية وإتاحة الفرصة لفتح نوافذ للحوار وتبادل الرأى وقبول الآخر وإتاحة فرص تبادل الخبرات والتعود على المشاركة الاجتماعية والمجتمعية، ورعاية المتميزين والموهوبين من الطلاب وشباب الباحثين وإتاحة الفرصة لدعم المشروعات والابتكارات والأبحاث ومشروعات التخرج، وتنمية القدرات والمهارات الحياتية والتكنولوجية للشباب الجامعى، وتخريج كوادر مدربة ومؤهلة قادرة على المشاركة فى عملية البناء المجتمعى وما تتطلبه من خبرات ومهارات غير تقليدية ومجالات تنمية مختارة ومتوافقة مع مخرجات التعليم الجامعى ومتطلبات المجتمع وسوق العمل، وتقديم برامج تنمية القدرات وثقل المهارات والتدريب فى اتجاهات تنموية متنوعة ومتجددة، وعقد ورش العمل حول كيفية إقامة المشروعات الصغير والمتوسطة وإقامة مؤتمرات ذات الاتجاه القومى حول استثمار مشروعات التخرج لشباب الجامعات والمعاهد داخل الجامعات والمعاهد فى ضوء متطلبات سوق العمل وإتاحة فرص تشغيل الطلاب وشباب الخرجين، للسعى وراء تجسيد القيم الإنسانية والخلقية وتأصيل روح الانتماء والمواطنة، والحفاظ على الهوية المصرية الأصيلة من خلال نماذج من المواقف والمشاركات التى تحقق ذلك، وإتاحة الفرصة للطلاب بالجامعات والمعاهد المصرية للتعارف لدعم ثقافة الإرتباط وتعميق قيم الانتماء والولاء.
وقد أثبتت الطالبة نورهان حمدينو ابنة محافظة الدقهلية، والحاصلة على لقب الطالبة المثالية على مستوى الجامعات المصرية أن اهتمام الطالب بالأنشطة الطلابية والمسابقات مع الأنشطة العلمية يخلق شخصية متكاملة متميزة علميا وعمليا وثقافيا.
وأبدت الطالبة نورهان حمدينو سعادتها البالغة بحصولها على لقب الطالبة المثالية، مشيرة إلى أنها لم تكن تتوقع أن تثمر مشاركتها فى الملتقى بحصولها على اللقب.
وقالت نورهان حمدينو، إنها كانت تؤمن دائما من طفولتها بأن الإنسان الناجح هو الإنسان المتكامل المتفوق فى جميع مجالات الحياة وليس فقط المجال العلمى، فإلى جانب الدراسة والعلم، لابد أن يكون ذو شخصية قوية حتى يستطيع مواجهة العالم ويصل إلى القمة.
وأشارت نورهان، إلى أنها كانت تشارك منذ طفولتها بجميع الأنشطة والمسابقات المدرسية فى مجال الرياضة والمسرح والإلقاء والمناظرات، واستكملت مشاركتها فى المسابقات والأنشطة الطلابية حتى بعد التحاقها بكلية الصيدلة، فشاركت فى العديد من المسابقات كان آخرها مسابقة إعداد القادة بحلوان حتى حصلت على لقب الطالبة المثالية على مستوى الجامعات المصرية.
وعن ملتقى الأسر الطلابية المركزية، قالت نورهان، إنها كانت المرة الأولى التى ينظم فيها مسابقة لاختيار الطالب المثالى بالملتقى فكان الأمر مفاجئ لجميع الأفواج المشاركة بالملتقى. وإن التقييم بالمسابقة لم يكن على مسابقة بعينها أو مجال محدد، بل كان تقييم شامل لعدة جوانب متعلقة بالمشاركين فى الملتقى.
وأضافت نورهان، أن تجربة مشاركتها بملتقى الأسر الطلابية المركزية كانت تجربة مميزة ومختلفة عن جميع المسابقات التى شاركت فيها مسبقا، حيث تميز الملتقى بالإنضباط والإلتزام بالقواعد، كانوا ينامون ويستيقظون ويذهبون للمحاضرات والورش فى أوقات محددة، فكل خطوة كانت مدروسة بدقة بالغة.
وقالت نورهان، إنها لا تعتبر نفسها الوحيدة التى حصلت على لقب الطالبة المثالية، مشيرة إلى أن جميع زملائها الذين شاركوا بالملتقى كانوا على قدر كبير من المسؤولية وجميعهم يستحقون لقب الطالب المثالي.
وأوضحت نورهان حمدينو، أن كل طالب فى بداية التحاقه بالكلية يكون مشتتا وكل شيء يكون مبهم أمامه لأنها بيئة جديدة عليه تختلف تماما عن فترة الثانوية العامة، وأنه من الخطأ أن يتصور الطلاب أن بتركيزهم واهتمامهم بالدراسة والتعليم فقط سيكونون ناجحين فى كافة مجالات الحياة، لأنهم بذلك يهملون جانب هام جدا وهى الأنشطة الطلابية، التى تثقل وتكون الشخصية وتعطى القدرة على التكيف مع سوق العمل بعد التخرج، فكما تعتمد الحياة العملية على ما تعلمه الفرد من حياته العلمية فتعتمد أيضًا وبشكل رئيسى على الأنشطة الطلابية التى تلعب دورا هاما فى التفوق والنجاح العملى، والاستفادة من خبرات الآخرين.
وأضافت نورهان، أنه من المهم على كل فرد أن يحدد المجال الذى يحبه ويتميز فيه ويكون قادرا على الإبداع به حتى يصل للمثالية، ومن الخطأ أن يضع الفرد نفسه فى مقارنة مع الآخرين، بل من المهم أن يقارن الفرد بين ما حققه هذا العام والعام الماضى حتى يحدد أهدافه المستقبلية وما يحلم الوصول إليه.