ثقافة أبى بكر الصديق وحسن خلقه.. ما قاله العقاد عن أول الخلفاء الراشدين

الإثنين، 23 أغسطس 2021 02:48 م
ثقافة أبى بكر الصديق وحسن خلقه.. ما قاله العقاد عن أول الخلفاء الراشدين أبو بكر الصديق
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ1387 على رحيل الصحابى الجليل أبى بكر الصديق، إذ رحل فى 23 أغسطس عام 634م، هو أول الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنَة، وهو وزير الرسول محمد وصاحبه، ورفيقه عند هجرته إلى المدينة المنورة.
 
يعده أهل السنة والجماعة خير الناس بعد الأنبياء والرسل، وأكثر الصحابة إيمانًا وزهدا، وأحب الناس إلى النبى محمد بعد زوجته عائشة، عادة ما يلحق اسم أبى بكر بلقب الصديق، وهو لقب لقبه إياه النبى محمد لكثرة تصديقه إياه.
 
تحدث الأديب الكبير الراحل عباس العقاد فى كتابه "عبقرية الصديق" عن ثقافة صديق النبى محمد صلى الله عليه وسلم، ووصف ثقافته وحسن خلقه، وطريقه تعامله معه الناس.
 
وأكد العقاد أن تقدير الكلام من أصدق العلامات على ثقافة الصديق، سواء نظرنا فى وزنه لكلامه أو فى وزنه لكلام غيره، أو فى وزنه للكلام عامة من حيث هو جزء من "الشخصية الإنسانية" يحرص عليه المرء كما يحرص على مقومات نفسه، فالصديق كان أحرص الناس على كلام يبدر من لسانه، وكان أعلم الناس بموضع كلام الرجل من مروءته وشرفه، فكان قوله نزرًا، ووصيته بالإقلال من المقال أسبق وصاياه إلى ولاته وعماله.
 
أما كلامه هو فمن أرجح ما قيل فى موازين الكلام، سواء فى ذلك موازين البلاغة أو موازين الخلق والحكمة، وله من جوامع الكلم أمثلة نادرة تدل الواحدة منها على ملكة صاحبها فيغنى القليل منها عن الكثير كما تغنى السنبلة الواحدة عن الجرين الحافل، حين تكون المسالة مسألة الدلالة على المنبت والنبات.
 
فكان يروى الشعر ويحفظ الأمثال ويراجع النبى عليه السلام فى الأبيات التى يبدل مواضع كلماتها ليخرجها عن وزنها، ومنه — لا ريب — قبست السيدة عائشة ذلك القبس من مأثورات الشعر والخطب — فيما كانت تتمثله وترويه، وإليه ترجع السليقة التى ظهرت فى ذريته ومنهم ولداه عبد الله وعبد الرحمن وكانا ينظمان الأبيات بعد الأبيات.
 
وهو نفسه لم ينظم الشعر فيما أجمع عليه الثقات، ولكنه — وإن لم ينظم — قريب السليقة ممن قالوه ولو بالتذوق والحفظ والرواية، ولهذه الثقافة مراجعها التى ترجع إليها أفضل ثقافات زمانه فى الجزيرة العربية.
 
طبع سليم وملاحظة صادقة وخبرة بالدنيا من طريق المعاملة والسياحة، وإصغاء إلى الحسن من القول، والوثيق من الأخبار، وعلم بالأنساب والتواريخ مشهور بين المشهورين من أربابه، واستيعاب للقرآن كله ولفقه الدين كله، ودراية بما استوعب من معانيه عن فهم وعن سماع ممن نزل عليه القرآن الكريم، صلوات الله عليه.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة