"فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ".. شاء القدر من 2017 أن أتردد على مركز غنيم بجامعة المنصورة والذي يعد أول أكبر المراكز الطبية والعلمية فى الشرق الأوسط المتخصصة فى علاج أمراض الكلى وجراحة المسالك البولية، ومن حُسن الحظ أني التقيت خلال زيارتي بعلماء أجلاء وأطباء على أعلى مستوى، كما أنني في كل مرة أزور هذا المكان، أنبهر بدقة النظام وبراعة التعامل مع المرضى ورقة الأطباء والإداريين والعاملين، وكان دائما يلفت نظري مستوى النظافة التي لا مثيل لها لدرجة تشعرك بأنك داخل مؤسسة من طراز فريد، وكل هذا دفعني أن ابدأ كلماتي عن مركز غنيم بقول الله "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ".
ترددي على مركز غنيم بسبب تكوين حصوات على الكلي لشقيقي الأصغر، فنذهب إلى هناك حيث تفتيت هذه الحصوات وشمول المرضى برعاية كريمة وتخليصهم من الآلام والأوجاع ومعاملتهم معاملة تتطابق بنسبة 100% مع الإنسانية والرحمة في بلاد الزحمة، وفى كل مرة نذهب إلى هذا المكان أتمنى أن يتم استنساخه في كل محافظات مصر، واعتبر أن استنساخ مركز غنيم بالمحافظات ضرورة وطنية ومشروعات قومية.
مرات عديدة تردد على هذا المكان وقابلت الكثير من علماءه الأجلاء، لكن من حُسن حظى أنني في إحدى المرات، تشرفت بأن أكون في حضرة الأستاذ الدكتور أحمد شقير، أستاذ ورئيس قسم جراحة المسالك والكلى الأسبق بجامعة المنصورة، وهو بدون مبالغة من أهم علماء الكلي ليس على مستوى مصر فحسب بل على مستوى العالم أجمع، نعم العالم أجمع، وهذا الكلام ليس من عندنا بل على مسئولية دراسات عملية عالمية، فقد ورد أسمه مؤخرا ضمن قائمة تضم أفضل علماء العالم أعدها أساتذة من جامعة ستانفورد الأمريكية.
والدكتور أحمد شقير لمن لا يعرفه بشوش الوجه ويضفى على المرضى دائما حالة من الطمأنينة وينقلهم من حالات القلق والتوتر والإحباط إلى الاستقرار النفسي والأمل، وهذه كلها أمور منحه الله إياها ليمنحها "شقير" لمن حوله، ورحلته العلمية بدأت بحصوله على بكالوريوس الطب بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف في 1980 ثم شغل وظيفة أستاذ في 1 يوليو 2001 كما شغل العديد من المناصب منها: مدير متفرغ لمركز أمراض الكلى والمسالك البولية والتناسلية - من 6 نوفمبر 2012.
أما الجوائز التي حصل عليها فهو بدون مبالغة حاصل على جميع جوائز الدولة المصرية باستثناء "جائزة النيل" بالإضافة لجوائز دولية أخرى كثيرة، ومنها جائزة من منظمة الأمم الأفريقية تسلمها من رئيس فرنسا الأسبق نيكولا ساركوزى وبحضور رؤساء الدول الأفريقية.
بعيدا على الجوائز نحن أمام حكاية عالم جليل وجميل ينتصر للإنسانية ونجح على المستوى لإداري والعلمي، قدم الكثير من الإسهامات الطبية والعلمية في المحافل الطبية على المستوى الداخلى والخارجية، وسار على درب الدكتور غنيم رائد زراعة الكلي في العطاء والتفاني والإخلاص في العمل وخدمة المريض المصري والعربي، واستكمل مسيرة العطاء.
دكتور أحمد شقير يعيش في شقة والده ولا يمتلك عيادة خاصة ولم يحصل على جنيها وأحدا من مريضا ويرى أن المرض كفاية على المريض، ووصل عدد أبحاثه لـ 291 بحثاً منشورة كلها فى دوريات بحثية عالمية، وأشرف على 55 رسالة و20 مشروعاً بحثياً ممولاً، تلاميذه من جميع الكليات والجنسيات، ومشغول حاليا بجوار عمله بمركز غنيم في البحث عن سبب حدوث السرطان، كما أنه مشغول أيضا بالبحث في الفشل الكلوى والكبدى وتأثير التلوث عليهما، فنحن أما كنز مصري وبطل قومي وطبيب إنسان بكل ما تحمله الكلمة ونموذج يحتذى به، أدعو أن نستثمر وجوده في وسطنا كما أدعو إلى إطلاق أسمه على إحدى الشوارع الكبرى ليعرف الجميع أنه يعيش بيننا علماء أجلاء العالم في الخارج رفع لهم القبعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة