أكد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي لويجي دي مايو، اليوم الثلاثاء، أنه لا يمكن السماح لأفغانستان بأن تصبح ملاذا آمنا وأرضا خصبة لنمو الجماعات الإرهابية، وقاعدة للتخطيط للهجمات منها وتهديد الأمن الدولي.
وقال دي مايو - في جلسة أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع المشتركة بمجلسي النواب والشيوخ - إنه "سيتعين علينا إيجاد تحالفات وإشراك جميع الفاعلين، وبشكل خاص، أولئك المتواجدين في المنطقة والذين يشاركوننا القلق نفسه، بالإضافة إلى روسيا والصين".
وأشار وزير الخارجية الإيطالي إلى أن وجود مجموعات تابعة لتنظيمي (القاعدة) و(داعش) على الأراضي الأفغانية وعدم اليقين بشأن موقف قيادة طالبان تجاههم هو من بين العناصر التي تثير قلق المجتمع الدولي.
وأعرب دي مايو عن أمله في موافقة برلمان بلاده على زيادة الموارد المخصصة للتعاون مع أفغانستان، مضيفا أن الوجود الغربي ضمن خطوات مهمة إلى الأمام بالنسبة للشعب الأفغاني في السنوات العشرين الماضية، مشيرا إلى أن "صرخة ألم الأفغان" أثارت انتباه الرأي العام نحو أهمية التعاون الإنمائي والممرات الإنسانية.
وأكد وزير الخارجية الإيطالي أنه على الرغم من الأحداث الأخيرة في أفغانستان إلا أن إيطاليا كانت من أوائل الدول التي قامت بتأمين جسر جوي فعال، مشيرا إلى أنه حتى الآن تم إجلاء جميع الإيطاليين الذين طلبوا مغادرة أفغانستان، لافتا إلى أنه تم جلب ما يقرب الـ 2700 أفغاني إلى إيطاليا، معظمهم من المتعاونين مع المؤسسات الإيطالية، وأن العدد يتجه نحو النمو باعتبار أن حوالي ألف أفغاني تم تأمينهم في المطار بالفعل.
وأضاف أن بعثة بلاده لدى أفغانستان لم تكن بلا جدوى، موضحا أنه "خلال السنوات العشرين الماضية ساعدنا في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي في أفغانستان ومحاربة الإرهاب ودعم المزيد من التعليم والحقوق والحرية للشعب الأفغاني، وهذا الوعي بالتحديد هو الذي يدفعنا إلى بذل كل ما في وسعنا للتأكد من أن هذه الحقوق لم يتم إلغاؤها الآن بوحشية"، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "أنسا" الإيطالية في نسختها باللغة الإنجليزية.
وتوجه دي مايو، بالشكر إلى "العديد من الإيطاليين الذين ضحوا بحياتهم من أجل بناء مستقبل أفضل لأفغانستان".
وأشار وزير الخارجية الإيطالي إلى أن القوات الإيطالية ستغادر كابول عندما يغادر الأمريكيون في نهاية هذا الشهر (على الرغم من أن مجموعة السبعة ستطلب تمديدًا).