يشعر الإنسان بالسعادة عندما يقضى عمره بأكمله فى العمل أو المهنة التى يتقنها وسعى إلى تعلمها منذ الصغر، حينها فقط يشعر بذاته وأنه استطاع تحقيق حلمه والحفاظ عليه دون النظر إلى انقراض تلك المهنة فى الفترات الحديثة .
والتقى "اليوم السابع" السيد النجار ابن منطقة سيجر بمدينة طنطا، التابعة لمحافظة الغربية، البالغ من العمر 74 سنة، وهب حياته بأكملها لمهنة الترزى لم يعرف مهنة غيرها طوال هذه السنوات، أطلق عليه الشباب لقب "الأصلى" نظرًا لتمكنه فى هذه المهنة واسترجاعه للملابس القديمة كما كانت فى الأصل.
وقال السيد: تعلمت مهنة الخياطة "الترزى" منذ أن كان عمرى 13 سنة ومن تعلقى الشديد بها تركت دراستى ولم استكملها، وبدأت فى العمل داخل أحد المنازل على ماكينة خياطة حتى تعلمت المهنة جيدا، بعد ذلك انتقلت للعمل فى أحد الورش الكبرى بمدينة طنطا واتقنت المهنة باحتراف فى هذه الورشة .
وأضاف: انتقلت بعد ذلك للعمل فى إحدى الدول العربية واستمريت بالعمل لمدة عام واحد، كان العمل عن طريق الإنتاج طوال هذا العام، فرزقنى الله بأموال كثيرة رزقا كثيرا نظرا لتمكنى وحبى فى هذه المهنة، فقررت الرجوع مرة ثانية بعد انتهاء العام إلى بلدتى طنطا لافتتح محل صغير أسفل منزلى .
وأوضح: تزوجت بعد عودتى إلى بلدى منذ 40 عاما تقريبا، وقمت ببناء منزل ورزقنى الله بطفلين لم يتعلم أحدٍ منهم هذه المهنة، ولكن أحاول تعليمهما الآن نظرا لكبر سنى وعدم قدرتى على العمل لساعات طويلة، مضيفًا أن المحل يقبل عليها الكثير من الشباب يوميا ولم يستطيع تلبية كافة احتياجاتهم .
وأشار إلى أن لقب "الأصلى" أطلقه عليه أحد الشباب عندما أتى إليه ليصلح قطعة ملابس وقام باسترجاعها جديدة مرة أخرى فقام بإطلاق هذا اللقب عليه منذ أكثر من 20 سنة، موضحا أنه قام بتعليم معظم عاملى هذه المهنة داخل مدينة طنطا والقرى المجاورة وجميعهم يأتون إليه حتى الآن للاطمئنان عليه ولم ينسوا هذا الفضل .
وأضاف أنه يوجد فرق كبير بين هذه المهنة الآن ومنذ عشرات السنوات، فكانت فى السابق المهنة تعتمد على تفصيل جميع قطع الملابس وكان يقبل عليها جميع الفئات ولكن الآن جميع الملابس أصبحت جاهزة فالمهنة تعتمد على "هندمت" هذه القطع فقط، وأختتم حديثه موجهًا رسالة للشباب العاملين فى هذه المهنة أن يكونوا رحماء فى أسعارهم بالمواطنين .
أقدم ترزى فى الغربية
أقدم ترزى ملابس داخل المحافظة
أثناء العمل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة