كلنا نتذكر الاجواء المرعبة التى عاشتها دول العالم فى عام 2020 منذ ظهور جائحة كورونا، وكيف أغلقت مطارات العالم وموانيه، ووقتها كانت قضية عودة العالقين بالخارج أم الأزمات وأشد المخاطر، بل وضعت الدول فى تحدى أخلاقى أمام مواطنيها، وهنا ضربت الدولة المصرية المثل والنموذج فى حرصها على أبنائها مهما كانت التحديات فسبقت دول عظمى فى التحرك واتخاذ الإجراءات، لتكون الجالية المصرية أول الجاليات المغادرة من بؤرة الوباء بمدينة وهان الصينية، ثم توالت رحلات عودة كافة العالقين المصريين بدول العالم أجمع، بل تم وضع إستراتيجية عمل حلت كافة أزمات المصريين بالخارج لإنقاذهم من المشكلات المادية والصحية والاجتماعية..
وها هى الدولة المصرية تضرب المثل والنموذج من جديد فى كيفية تحقيق الأمن والأمان لكل مواطنيها فى الداخل والخارج، فها هى وباقتدار تنجح فى إجلاء الجالية المصرية والبعثة الأزهرية من أفغانستان من خلال الطيران العسكرى فى مشهد جسد حب الدولة وحرصها على كرامة وأمن المصريين فى أى بقعة من بقاع هذا الكون الفسيح.
نعم نجاح للدولة، ومن لم يقتنع بذلك أو يدعى أن كل الدول تجلى رعاياها، فهو لم يدرك حجم الكارثة فى أفغانستان ولا فى مطارها كابول، فالعالم كله شاهد صور مواطنى أفغان يتسابقون للركوب على أجنحة طائرة، وتداول وكالات أنباء اختطاف طائرة لإحدى الدول وعليها أعضاء جاليتها، والكل يرى أفغان وأعضاء جاليات يقبعون فى مطار كابول منتظرين رحمة ربهم ووفاء بلدانهم، ناهيك عن حالة الرعب الموجودة هناك فى المطار من إطلاق النيران خارجه وداخله، وقوات دولية هى من تؤمن وتضبط الأمور فى مشهد كارثى يعكس حجم المأساة والمخاطر هناك.
والجميل وهو ما يستحق التقدير، أن الدولة المصرية وفى صمت ودون مزايدة قامت بإجلاء كل مواطنيها دون أى تكلفة، مثلما فعلت دول مع رعاياها، وكذلك تحركها كان تحركا محمودا وتم بسرعة تتناسب مع مكانتها ورياداتها وقدرتها لتنهال عبارات الشكر والعرفان والرضا من قبل العائدين فور وصولهم القاهرة.
وختاما، يجب على كل مصرى أن يفتخر حقا بدولته ووطنه، وأن يعلم الجميع أن الوطن غال فى زمن ضاعت فيه كثير من الأوطان، فاللهم احفظ مصرنا الغالية..