"غياب الوعي يهدد وجود الدول" هذا ما أجمع عليه خبراء وباحثين، مشيرين إلى أن النهوض بالمجتمع يتطلب تكاتف المثقفين مع مؤسسات الدولة، مؤكدين أن أعداء الدولة المصرية يعتمدون على مجموعة كبيرة من الوسائل لتغييب الوعي، منها على سبيل المثال لا الحصر نشر كميات كبيرة جدا من الأكاذيب لتضيع وسطها الحقائق، بالإضافة إلى ذلك الاستمرار في عملية الكذب ونشر الأفكار المتطرفة لتخلق نوعا من البلبلة.
كيف تتحكم الجماعات المتطرفة في عناصرها
ثبت من خلال تجربة العقد الماضي أن ما يجعل قادة وزعماء الجماعات الإرهابية يتحكمون في أتباعهم والموالين لهم ويحركونهم يمنى ويسرة في مسارات القتل والتخريب هو اعتمادهم على أمرين رئيسيين وهما تزييف الحقائق السياسية وتسطيحها وإيصال أفكار مغلوطة عن الواقع السياسي سواء المحلي والإقليمي لشباب تلك الجماعات، والثاني هو شحن أدمغة الشباب بأفكار دينية مغلوطة ومفاهيم محرفة وجرى تأويلها بشكل سطحي ومتعسف لتناسب وتخدم أهداف ومصالح تلك الجماعات وداعميها من الخارج، وفقا لما أكده هشام النجار الباحث في شئون الجماعات المتطرقة.
وأشار النجار إلى أن محاولة تزيف الوعي يجب أن توجه بشدة قائلا :"يمثل إيقاظ الوعي وتصحيح المفاهيم المغلوطة من خلال خطاب ديني منضبط بالإضافة لرفع مستوى الوعي السياسي بالقضايا المختلفة سواء داخل مصر أو إقليميا أو دوليا ضرورة قصوى لوقف عملية استنزاف عقول الشباب والضحك عليهم وخداعهم بسهولة من قبل قادة ومنظري الجماعات، ويتحتم علينا وعلى الدولة ومؤسساتها القيام بواجب توعية الشباب وطرح الفكر الديني الرشيد وفق مفاهيم الإسلام الصحيحة وكذلك تفكيك خطاب الجماعات المتطرفة والتكفيرية ودحض مفاهيم ومصطلحات الطاغوت والحاكمية وتكفير الحاكم وقتال الطائفة الممتنعة وغيرها، بالتوازي مع نشر قيم التعايش والتسامح والمحبة والإتقان والتخصص والمشاركة الإنسانية وغيرها".
دور المرأة في النهوض بالوعي الجمعي للمصريين
واتفقت مع الرأي السابق هبة الصباحي، نائب رئيس حزب العربي للعدل والمساواة، وعضو لجنة المرأة للجنة الشراكة الأورومتوسطيه، راصدة في الوقت ذاته دور المرأة المصرية للنهوض بالمجتمع، قائلة إننا في وقت ولادة عقول واعية ومجتمع اكثراً وعياً مما سبق ونحارب فساد فكري بفكر إصلاحي تنموي الحقيقة، مؤكدة أن معركة البلاد الحقيقية هي معركة فكر ونحن الآن نخرج من سياسة القطيع الذي اسسته منظمات تحت شعارات دينية لكي يكتم الأفواه ويتوقف التفكير خوفاً من غضب الرب واستثمار هذا الاستسلام التام لهدم حضارة ومحاربة دول وانشقاق فكري مجتمعي الغرض منه فقط احتلال عقول أبناء وشباب هذا الوطن لعرقلة كل ما تقدمه المنظمات الحكومية من تقدم في كافة المجالات".
وأكدت أن هناك دور كبير للمراة في مسألة النهوض بالوعي المجتمعي، قائلة :"وللمرأة الواعية دور كبير لنشر الوعي لأنها صمام الأمان ونواة هذا المجتمع فالمرأة لها دور كبير للسير والمشاركة المجتمعية لنشر الفكر الايجابي داخل الاسرة من خلال المشاركة في بناء وإعداد مواطن جيد للبلاد من خلال دعم ابناءك".
وتابعت:" لن يتم ذلك الا اذا اهتمت المرأة بالثقافة والاطلاع لطرق التربية الحديثة واكتشاف مهارات ابنائها والعمل على تطويرها وبذلك نخرج من قالب كليات القمة إلى فكر أرقى لفهم الذات وتنمية الشخصية والاستفادة من قدراتها للنمو المجتمعي.
وقالت :"على كل أم واعية الانتباه الي المواد الإعلامية والدراما وماذا يسمع ويشاهد وخصوصاً ما يتابعه اولادها لأنه من هنا يكمن الخطر واللعب والتحكم بوعي أولادنا من خلال الخطاب الديني الهدام وهذا نتحكم به من خلال عمل حوار مفتوح معهم ومعرفة المنصات التي يتابعونها والاطلاع على الفكر الذي تبثه هذه المنصات وادراكنا السريع بما يغذي عقول اولادنا وحماية عقولهم من خلال حوار ايجابي مبني على حقائق تنير عقولهم وتحميهم من خطر سيطرة الافكار الفاسدة على عقولهم".
وأضافت :" يجب ربط ابنائنا بما يحدث من تنمية وتطوير للبلاد من خلال تنمية وعي ابنائنا من خلال اطلاعهم على ما تم انجازه داخل المؤسسات الحكومية وتشجيعهم على المشاركة في مبادرات لتأكيد على أهمية دورهم في هذا المجتمع وتحقيق مكاسب الوعي المجتمعي وخلق جيل مبدع مبتكر وبمشاركة الابناء وزيادة وعيهم ضمنا جيل يبني غير هدام يحافظ لا يفسد يستخدم المعرفة والتفكير لكي يعبر عن وجوده، داعية إلى نشر فكرة ان الدين بين الإنسان وربه سوف يحاسبه على العبادات وليس البشر ولكن روح الدين هو أن التعايش الآمن واضطهاد العنف واستخدام العقل".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة