قصة الابن البار، الذى بدأ حياته من الصفر يكافح من أجل حلمه فى النجاح العملى حتى أصبح فنى أجهزة طبية بمستشفى الأطفال الجامعى بمدينة المنصورة، ومع ذلك لم يتخل عن والده وعن مهنته "كى الملابس"، ملتزما بتقليد توريث المهنة، فظل يساند والده ويقف بجانبه كتفا بكتف رغم ترقيته ونجاحه العملى بالمستشفى، إنه محمد أحمد عرفة محترف المهنتين، فى الصباح فنى أجهزة طبية وفى المساء مكوجي.
"بنكمل بعض".. هكذا وصف محمد علاقته بوالده، حيث قال، إن والده رجل كافح فى الحياة من أجلهم ومن أجل سعادتهم وإرضائهم وتوفير لقمة العيش لهم، ومع طبيعة الحال عندما يفتتح الأب مشروعا، أول من يعمل معه هم أبناءه لضيق الحال ولكسب الرزق الحلال، ومن واجبه على والده أن يساعده ويعمل معه بجانب عمله بالمستشفى لكونه ابنه الأكبر، ولكبر سن والده لا يستطيع أن يعمل طيلة اليوم فيعمل عدد ساعات محددة ليكمل هو الساعات المتبقية، مشيرا إلى أنه يفتخر بمهنة والده وسيظل واقفا فى ظهره ومساندا له.
وقال محمد، إنه كان فنى أجهزة مبتدئ فى بداية عمله فى المستشفى، واليوم هو كبير الفنيين على الدرجة الأولى بمستشفى الأطفال الجامعى ومسؤول عن صيانة الأجهزة الطبية الخاصة بالعناية المركزة وغرف العزل الطبى الخاصة بمصابى فيروس كورونا.
وأشار محمد، إلى أنه يبذل جهدا كبيرا فى محاولة التوفيق بين عمله كمكوجى وعمله كفنى أجهزة طبية بالمستشفى، حيث أن مهنة المكوجى مجهدة للغاية، والجهد يتضاعف عليه نظرا لعمله فى المستشفى مع المرضى.
وقال محمد، أنه فى حالة أيام العمل المعتادة يذهب للمستشفى الساعة الثامنة صباحا ويعود لمنزله فى الساعة الثانية ظهرا يعقم نفسه تعقيم متكامل محاولا عدم الاختلاط بأهله ومن ثم يبدأ عمله كموجى حتى الساعة العاشرة مساءا فيقول "احنا أرزاقية جالنا شغل بنشتغل مجاش بنقفل ونروح".
وأضاف أنه فى بعض الأحيان قد يضطر للمبيت فى المستشفى فيذهب لـ"النبطشيات" الساعة الثامنة مساءا ويعود الثامنة صباحا من اليوم التالى ينام ساعتين فقط ليكمل يومه كموجى حتى الساعة الثامنة مساءا ومن ثم يباشر عمله كفنى أجهزة طبية بالمستشفى.
وقال محمد، إنه كان ضمن المشاركين فى اختراع وتطوير جامعة المنصورة لجهاز تنفس صناعى يعمل مع أكثر من مريض فى آن واحد، مشيرا إلى إنه فى يوم جاءه اتصال هاتفى من الدكتور محمد عطية البيومى أستاذ طب الأطفال والعناية المركزة بكلية الطب جامعة المنصورة ونائب رئيس الجامعة، يسأله عن إمكانية ابتكار دائرة معدلة لأجهزة التنفس الصناعى تسمح باستخدام أكثر من مريض لجهاز تنفس صناعى واحد بنفس الكفاءة ودون نقل للعدوى ويكون المعدل الكمى الخارج منها للمرضى كاف لعدد أكبر، فى ظل حاجة العالم كله لهذه الأجهزة لمواجهة جائحة كورونا، فأجابه بتلقائية بأنه من الممكن تحقيق ذلك على فردين وأكثر من خلال عمل وصلة أو أكثر وفقا لعدد الحالات المرضية ليصبح هناك دائرتين أو أنبوبتين أو أكثر يخرج منهم التنفس لأكثر من مريض، وتم تنفيذ الفكرة وحققت نجاحا ورواجا كبيرين.
فني-الأجهزة-الطبية-بمستشفى-الأطفال-الجامعي-محمد-عطية
محمد-عرفة-فنى-أجهزة-طبية-صباحا-وفى-المساء-مكوجي
محمد-عطية-وابنه-ووالده
محمد-عطية-ووالده
مكواه
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة