كيف صور نجيب محفوظ المهمشين فى رواياته؟

الإثنين، 30 أغسطس 2021 10:00 ص
كيف صور نجيب محفوظ المهمشين فى رواياته؟ نجيب محفوظ
كتب ـ عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تناول نجيب محفوظ الهمشين فى رواياته وقد سبق في ذلك الكثير من الكتاب، فلم يكن معنيا بتجسيد طبقة الموظفين، أو من يعيشون فى قلب المدينة وحدهم بل اهتم أيضا بالمهمشين، ومن الأبرز فى هذا السياق شخصيات مثل محجوب عبد الدايم فى القاهرة 30 وسعيد مهران في اللص والكلاب، وأنيس زكي فى ثرثرة فوق النيل، لكن أنيس زكي قصة مختلفة فلعبة التشخيص هنا فائقة البراعة ذلك أن الرجل الذي يرص الكيوف مساء لأصدقائه فى العوامة هو نفسه الموظف الذى تسرى حياته الوظيفية بمنتهى الاستقرار، غير أن اللافت للنظر هنا هو أن أنيس زكي هو اختار بمحض إدرادته أن يكون مهمشا، فهذا هو اختياره فى الحياة، وهو ما يظهر بوضوح في تهميشه الواضح حتى فى العوامة مع أصدقاء الليل، ورفضه الحديث إلى الصحفية التي تتابع قصته.

محجوب عبد الدايم نوع آخر يمثل المهمش المتسلق الذى يلعب كل الألاعيب للتغلب على الفقر بنفس الدرجة التي ينظر فيها لما فى يد الأغنياء، وهو متطلع لدرجة أنه على استعداد لبيع أي شيء للوصول إلى ما يبتغيه من سلطة ونفوذ لمحو تهميشه تماما، وهو هنا على العكس من أنيس زكي يقاوم فكرة التهميش بل ويعتبر تجاوزها محور حياته ولو اضطر لبيع زوجته.

وإلى الصعلوك المهمش الآخر الذى غدرت به نبوية وعليش، وتحالفت عليه القوى ولم يتبق له سوى مقاومة التهميش بالجريمة، وهو أمر معتاد جدا، فالكثيرون يقاومون التهميش بالجريمة، وفى شخصية سعيد مهران، تتجلى صفات من يقاومون التهميش بالجريمة وعلى رأسها الشجاعة الزائدة والاندفاع، والرغبة فى لفت الأنظار، فسعيد مهران يندفع إلى مواجهة من غدروا به على طريقة البطل المغوار الذى يندفع بلا رابط فيفشل حتى فى أخذ ثأره من زوجته السابقة نبوية وتابعه عليش الذى بات يربى ابنته فى حياته، وانتهى به الحال إلى السجن. 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة