تشهد السياحة فى أوروبا ضربة جديدة بسبب الحرائق التى نشببت فى أنحاء كثيرة من الأماكن السياحية فيها، فى الوقت الذى كانت تبدأ فيه فى التقاط أنفاسها والخروج من النفق المظلم الذى تسبب فيه فيروس كورونا والذى أدى إلى خسائر كبيرة فى هذا القطاع فى القارة العجوز.
بيسكارا تعانى من الحرائق
وتعرضت الدول الأوروبية المطلة على البحر المتوسط، اليونان وايطاليا وإسبانيا، لحرائق كبيرة منذ الأحد الماضى، مع ارتفاع شديد فى درجات الحرارة تتجاوز الـ40 درجة مئوية، فى الوقت الذى تعتمد هذه الدول على السياحة لإعادة الاقتصاد، وتم إخلاء العديد من القرى والفنادق، مع احتراق بعض الأماكن السياحية الشهيرة.
فى اليونان، يحاول رجال الأطفاء السيطرة على الحراق التى طالت شبه جزيرة بيلوبونيز، والتى تعتبر من أشهر الأماكن السياحية فى اليونان، مما جعلت السلطات تقوم بإخلاء المكان خوفا على السكان والسياح، وبسبب مشاكل في الجهاز التنفسي وحروق، نقل ثمانية أشخاص إلى مستشفيات المنطقة التي بقيت متأهبة، بحسب الدفاع المدني. وتم إخلاء خمس قرى أخرى بسبب هذا الحريق الكبير الذي اندلع في أجواء من الحر الشديد.
حرائق اليونان
في بلدة لوجوس الساحلية، كان لا بد من إخلاء المتنزه واضطرت الشرطة المحلية إلى نقل 100 من السكان والسياح إلى ميناء أيجيو، على بعد بضعة كيلومترات.
الحرائق تطول المنتجعات السياحية فى إيطاليا
وقال ديمتريس كالوجيروبولوس رئيس بلدية أيجيالياس إحدى القرى القريبة من الحريق إن "الكارثة هائلة". وفي قرى زيريا وكاماريس وأياس ولابيري، احترق نحو 30 منزلا وحظائر زراعية وإسطبلات ودمرت حقول زيتون بأكملها.
ومنذ بداية العام، دمرت حرائق أكثر من 13 لألفا و500 هكتار في اليونان، مقابل 7500 في المتوسط في هذه الفترة من العام بين 2008 و2020.
كما سجلت إيطاليا أكثر من 800 حريق فى يوم واحد ، وخاصة مدينة بيسكارا الإيطالية، الواقعة في أبروتسو، وسط البلاد، والتى تعتبر أيضا من أشهر الأماكن السياحية فى البلاد، أيامًا صعبة بعد تسجيل حرائق منذ الأحد الماضى في أجزاء مختلفة من المنطقة التي دمرت جزءًا كبيرًا من محمية بينيتا دانوزيانا الطبيعية. مع ارتفاع درجات الحرارة عن 40 درجة ورياح دافئة، انتشرت النيران بسرعة ووصلت إلى الساحل والمنازل، مما أدى إلى إجلاء حوالي 800 من السكان المحليين.
وأصيب 5 أشخاص على الأقل وتم إجلاء المصطافين بعد أن دمرت حرائق الغابات غابة صنوبر بالقرب من شاطئ في بيسكارا بإيطاليا، ونُقل أكثر من 200 شخص إلى بر الأمان من شاطئ البحر حول كاتانيا في صقلية، بينما تم إجلاء عشرات القرى في المناطق السياحية الساخنة في جنوب تركيا، حيث اشتعلت حرائق الغابات لليوم الخامس وأودت بحياة ثمانية أشخاص.
الحرائق تؤثر على السياحة فى اوروبا
ونجح رجال الإطفاء في احتواء معظم الحرائق، لكن من بين حوالي 800 نازح، لم يتمكن 50 بعد من العودة إلى ديارهم، حسبما أوضح رئيس مقاطعة بيسكارا، أنطونيو زفيري. وفي الوقت نفسه، تم علاج 30 شخصًا في غرفة الطوارئ من التسمم بالدخان، وفقًا لتقارير صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية.
تسببت الكارثة الطبيعية في تأخير القطارات وإغلاق جزء من الطريق السريع بين فاستو نورد ولانسيانو، بالإضافة إلى تأثيرها على العديد من السائقين الذين توقفوا لساعات على الطرق الرئيسية والطرق الداخلية.
حرائق إيطاليا تضرب السياحة
في الساعات الأربع والعشرين الماضية، نفذ رجال الإطفاء 717 تدخلاً للتعامل مع حالة الطوارئ في جميع أنحاء وسط وجنوب إيطاليا. في هذه الأيام، أثرت الحرائق أيضًا على مناطق بوليا وكامبانيا وسردينيا وكاتانيا، حيث تم إغلاق المطار لبضع ساعات، ومقاطعات كالابريا وصقلية مثل باليرمو وسيراكوز وميسينا.
واستنكر كولديريتي، أحد نقابات المزارعين الرئيسية، أن "الحرائق أشعلها مجرمون"، مشيرا إلى أن "الحر والجفاف" سهّلت عمل منفذي الحريق، بينما يعاني الجنوب من الحرارة، يتعرض شمال إيطاليا لعواصف عنيفة".
وقالت نقابة كولديريتي الأحد، "تكلفة الأضرار التي لحقت بشمال إيطاليا بسبب العواصف الشديدة وعواصف البرد خلال الصيف تبلغ 10 مليون يورو".
حرائق بيسكارا
وفي إسبانيا، التي طاولها في منتصف يوليو حريق في محمية طبيعية على الساحل الكاتالوني بالقرب من الحدود الفرنسية الإسبانية، كان رجال الإطفاء يكافحون في نهاية الأسبوع حريقاً بالقرب من خزان سان خوان على بعد حوالي سبعين كيلومتراً شرق مدريد.
كما اندلع حريق ضخم فى منطقة سان مارتين دى فالديجليسياس فى العاصمة الإسبانية مدريد، ودمر حتى الآن حوالى 50 هكتار من غابات الصنوبر والأشجار، وأجبرت النيران على قطع الطرق، كما تم إغلاق بوابة الخروج من مدريد حتى تتمكن سيارات الطوارئ فقط من المرور.
في تركيا، تم إخلاء حي في منتجع بودروم بفعل رياح قوية أشعلت ألسنة اللهب من منطقة ميلاس القريبة. أفادت شبكة سى إن إن على نسختها الإسبانية، أنه تم نقل حوالي 540 من السكان إلى الفنادق عن طريق القوارب، والتي تظهر صوراً قدمتها وزارة الدفاع التركية مع مناطق غابات شاسعة مسودة وما زالت تدخن.
