يعد مؤتمر الإفتاء العالمى السادس، والذى انعقد فى القاهرة طاقة نور لمواجهة فوضى وعشوائية الفتوى وتصحيح مسار الخطاب الدينى وتجديده بآليات معاصرة ومتخصصة، وخاصة أن يأتى في ظل العبث وفوضى الفتاوى الشاذة بزمن السوشيال ميديا وانتشار الشائعات واستخدامها من قبل قوى الشر والظلام كسلاح فتاك وتوظيفها لأغراض خبيثة ومسمومة.
نعم طاقة نور وخطوة مهمة على الطريق الصحيح ، وخاصة أن هذا المؤتمر العالمى يعمل على جمع كلمة المفتين والمتصدرين للفتوى تحت مظلة جامعة لتحقيق الاستقرار والتحضر للإنسانية كافة، لأنه يحرص على نشر ثقافة الإفتاء الرشيد في ظل الفوضى المعلوماتية، والتى أصبحت بفعل السوشيال ميديا فى متناول الجميع، مما يتطلب ضرورة المواجهة لتمييز الطيب من الخبيث.
ونعلم جميعا، أن التدين الصحيح جزء من الحل، وليس جزء من المشكلة، لذا فإن ملتقى مثل هذا يجمع وفود من 85 دولة قادر بالفعل على ضبط الفتوى، بل قادر على مواجهة التحديات وعلاج كافة مشكلات الخطاب الدينى، وخاصة أنه يضع في الاعتبار الاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة فى نشر وتيسير الحصول على الفتوى الصحيحة من خلال جهات إفتاء معتمدة حول العالم.
لذا، فكلنا أمل أن ينجح هذا الملتقى العالمى في تفعيل أهدافه وتوصياته على أرض الواقع، وخاصة في تجديد قضايا الإفتاء شكلا وموضوعا واستحداث آليات معاصرة للتعامل مع النوازل والمستجدات، لمواجهة الفتاوى الشاذة وبخاصة في قضايا الشأن العام، وأن يكون فرصة لتحقيق الهدف الأكبر باقتصار الفتوى على المتخصصين المؤهلين حتى لا نرى عبث المتاجرين.
وختاما، نستطيع القول، إن هذا الملتقى العالمى بارقة أمل جديدة ترعاها دار الإفتاء المصرية فى محاولة منها لضبط الخطاب الدينى والفتوى بمنهج علمى متخصص قادر على مواكبة الحداثة ومواجهة تحديات الفكر والرد على الأسئلة والشبهات المعاصرة، لذا فهو فرصة عظيمة يجب اغتنامها وتفعيلها لترى ثمارها البشرية كلها، ولايفوتنا أن نتوجه بالشكر لدار الإفتاء والقائمين على هذا الملتقى العالمى للخروج بهذه الصورة الرائعة، والتوصيات المهمة، لأنه ببساطة يا سادة، الفتوى إذا ضبطت كانت من أعظم مفاتيح الخير والإصلاح، بل ضبطها يساهم في خلق الاستقرار والأمان بين الناس وفى الأوطان..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة