تمر اليوم الذكرى الـ142 على ميلاد المفكر السورى الكبير ساطع الحصرى، وهو مفكر وكاتب سورى من حلب كان أحد رموز القومية العربية في العصر الحديث، أسس وزارة المعارف السورية عام 1919 ووضع المناهج التربوية فى سوريا والعراق، كما شارك في تأسيس كلية الحقوق في جامعة بغداد وكان مستشاراً لدى جامعة الدول العربية.
وظف "ساطع الحصرى" قلمه وفكره لخدمة القضية السياسية التي آمن بها، وعلى الرغم من أنه يعد أحد أقطاب الفكر القومي العربي، فإنه أيد في أول أمره "جمعية الاتحاد والترقى"، ولم يكن للفكر القومي ﻟ "الحصرى" أن يكتمل إلا في مصر، حيث مثل الرئيس "جمال عبد الناصر" أيقونة القوميين العرب، فقدم إليها الحصرى وعين عميدا لمعهد الدراسات العربية العليا، ثم مستشارًا ثقافيًّا لجامعة الدول العربية.
وأيد الحركات التوحيدية على نحو ما شهدته سوريا ومصر والعربية السعودية وليبيا وتحمس للجامعة العربية في بدايتها، انطلاقاً من فكرة أن "الشقاق" ليس خاصية متأصلة في العرب، بل إن تواريخ سواهم من الأمم تشهد على انقسامات هؤلاء ونزاعاتهم الحادة قبل أن يتجهوا إلى الاتحاد وطنياً وقومياً.
ودأب الحصرى فى سياق مهامه التربوية في مصر وسوريا والعراق، على توثيق الصلات الثقافية بين البلدان العربية، وعمل على القضاء على الفروق بين نظم التعليم العربية، وإزالة الفروق الثقافية من أجل الوصول إلى وحدة تربوية وتعليمية وثقافية تقود إلى الوحدة العربية الشاملة، مختاراً لهذه الغاية المثلى طريق "الجهاد التربوي" من أجل القضية العربية، ساعياً إلى توحيد المناهج والأهداف بين سوريا ومصر والعراق وسائر البلدان العربية، ورفع الموانع وهدم الحواجز التي أقامتها سياسة الانتداب بين سوريا وبين الأقطار العربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة