منظمة الصحة العالمية أعلنت، قبل أسبوعين، أن العالم يمر حاليا ببداية موجة جديدة من جائحة فيروس كورونا المسبب لعدوى «كوفيد - »19 ، قال مدير المنظمة أدهانوم غيبريسوس، إنها المراحل الأولى من الموجة الثالثة، مشيرا إلى ارتفاع عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا فى العالم، لافتا إلى أن هذا الأمر ناجم بالدرجة الأولى عن انتشار سلالة «دلتا » المكتشفة لأول مرة فى الهند، وظهرت فى بريطانيا سبتمبر 2020 ، وتنتشر فى 111 دولة حول العالم.
وتتوقع المنظمة أن تتحول هذه السلالة إلى «المهيمنة» وأبدت منظمة الصحة العالمية قلقا من ثلاثة أنواع أخرى من الفيروس التاجى، حيث يوجد - بعد «ألفا » - متغير «بيتا»، الذى اكتشف فى جنوب أفريقيا فى أغسطس من العام الماضى، فى 123 دولة، ومتغير «جاما»، الذى تم اكتشافه فى سبتمبر فى البرازيل.
وضاعف من القلق إعلان السلطات الصينية عن انتشار موجة جديدة من كورونا بدءا من مطار نانجينج، عاصمة مقاطعة جيانجسو شرقا، إلى بكين و5 مقاطعات أخرى، تعد الأكثر انتشارا بعد ووهان، التى كانت بؤرة الاهتمام العالمى لظهور أول حالة منها، وبعد توقف عادت ووهان لتطفو على سطح الأخبار مع توقعات شكل الموجة الجديدة.
ظهور كورونا فى الصين تزامن مع إعلان موجة جديدة يتوقع الخبراء أن تكون ذروتها فى شهر سبتمبر المقبل، وقال خبير الجهاز التنفسى فى مستشفى جامعة بكين، وانج جوانجفا، إن سلالة دلتا شديدة العدوى، أدت إلى الانتشار السريع للفيروس على مستوى البلاد، وقال مسؤول بلجنة الصحة الوطنية الصينية، إن جرعات اللقاح التى تعطى فى جميع أنحاء البلاد، تظهر أيضا تأثيرا وقائيا جيدا ضد متغير دلتا، موضحا أن نتائج الأبحاث والتجارب السريرية داخل البلاد وخارجها، أظهرت أن متغير دلتا لم يتسبب حتى الآن فى إحداث تغييرات أساسية فى الخصائص البيولوجية للفيروس.
وبحسب إحصائيات المنظمة العالمية، اقتربت الإصابات من 190 مليونا، وتجاوزت الوفيات 4 ملايين فى العالم، بينما يستعد العالم لموجة جديدة، وسط تكهنات واستعدادات، وأيضا تستمر جهود الخبراء والعلماء ومراكز البحث لتطوير اللقاحات، انتظارا للتوصل إلى علاج يمكنه حسم المواجهة مع الفيروس الأكثر خطرا وغموضا فى تاريخ العالم الحديث، حيث أعلنت لجنة الصحة الوطنية الصينية، إعطاء أكثر من 1.72 مليار جرعة من لقاحات كورونا فى الصين، وقال خبراء صينيون، إن اللقاحات الحالية يمكنها أن تقلل من مخاطر انتقال العدوى، وتخفض بشكل فعال من ظهور الأعراض الشديدة وتقلل من معدل الوفيات.
وتتجدد المناقشات حول اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، مع توقعات باستمرار الفيروس، وتراجع توقعات سابقة بانحساره.
ويتجدد الأمل فى التوصل إلى علاج يمكنه التعامل بشكل جذرى مع الفيروس، وهنا نعود إلى مصر وتجربتها فى مواجهة الفيروس، حيث جرت محاولات مصرية لابتكار بروتوكولات للعلاج، خاصة فى الحالات المتوسطة والبسيطة، وأشارت وزيرة الصحة، الأسبوع الماضى، إلى الدراسة التى أجرتها مصر كجزء من التجارب الإكلينيكية مع منظمة الصحة العالمية، على عقارى Bamlanivimab« »plus Etesevimab ، وكشفت عن مدى فاعلية العقارين فى الحالات الخفيفة والمتوسطة من مصابى فيروس كورونا، وساهمت فى تخفيف المضاعفات التى تستوجب دخول المستشفيات والعناية المركزة، وتقليل حالات الوفاة مقارنة بالمرضى الذين لم يتلقوا العلاج، لافتة إلى أنه تم التعاقد على العقارين المذكورين، وجار استقبال هذه الجرعات قريبا، وإضافتهما إلى بروتوكول العلاج.
فى الوقت نفسه، كشف الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، أن تجربة مصر فى محاربة وباء كورونا كانت رائدة، موضحا أنه تمت السيطرة على الوباء من خلال التعامل باحتراف ودقة، موضحا أن السيطرة على فيروس كورونا قادها أطباء الأمراض الصدرية.
وقال «تاج الدين »، أثناء مشاركته بمؤتمر قسم الأمراض الصدرية بطب المنوفية، إن الخطة المصرية لمواجهة الجائحة جاءت نتيجة تراكم خبراتنا فى التعامل مع الأنفلونزا، وأنفلونزا الطيور، وأنفلونزا الخنايز، ثم ظهر فيروس سارس وميرس، والذى يعد من عائلة كورونا، وعندما ظهر فيروس كورونا لم يكن غريبا على أطباء الصدر، حيث إن الخبرة العلمية كانت هى السند، وهناك حالات كثيرة جدا تم علاجها بالمنزل، والحالات الصعبة بالمستشفيات، وكان للمستشفيات الجامعية دور كبير فى التعامل وعلاج المرضى.
والواقع أن توقعات اللجنة العلمية بشكل وحجم الموجات المختلفة كانت دقيقة، وساعدت فى عملية المواجهة، ومع توقعات الموجة الجديدة من الفيروس، تستعد مصر بحزمة من البروتوكولات واللقاحات، ضمن عملية مستمرة لحين ظهور معلومات جديدة فى سياق البحث عن نهاية للفيروس المحير.