- آمالنا معقودة على الشقيقة مصر والرئيس السيسي من أجل الاستمرار في احتضان لبنان وصيانته
- تم تكليف الرئيس ميقاتي بأكثرية نيابية وهو يملك حيثية شعبية واجتماعية وله علاقات دولية
- الدور المحوري والإيجابي الذي يلعبه الرئيس السيسي في الأزمة اللبنانية مرحب به من غالبية الأطراف والمكونات اللبنانية
- لابد من إعادة الاعتبار للقطاع المصرفي وإصلاحه والتأكيد على حقوق المودعين من لبنانيين وعرب وأجانب
- نجاح تشكيل الحكومة الجديدة مرهون على موقف رئيس الجمهورية بجانب ضرورة الكف عن الاستفزاز
-هناك ضرورة للتشكيل العاجل لحكومة مهمتها وقف الانهيار والالتزام بشروط الدول المانحة خاصة العربية منها
- قدر مصر أن تكون حاضرة دائما للتدخل في الدفاع عن الدولة الوطنية العربية والأمن القومي العربي
أكد نزيه الخياط عضو المكتب السياسى لتيار المستقبل اللبناني، أن هناك ضرورة للتشكيل العاجل لحكومة مهمتها وقف الانهيار والالتزام بشروط الدول المانحة خاصة العربية منها، وعدم تشكيل حكومة جديدة منذ سنة لوضع حد للانهيار المتدحرج بسرعة حياتيا واجتماعيا وماليا سيضع مصير الكيان اللبناني في المجهول، موضحا أن قوى سياسية عديدة من بينها تيار المستقبل والحزب الاشتراكي والقوات اللبنانية طالبوا بتحقيق دولي في كارثة مرفأ بيروت.
وأضاف عضو المكتب السياسى لتيار المستقبل اللبناني، خلال حواره مع "اليوم السابع" من بيروت، أنه تم تكليف الرئيس ميقاتي بأكثرية نيابية ملزمة وهو يملك حيثية شعبية واجتماعية وله علاقات دولية، لافتا إلى أن الدور المحوري والإيجابي الذي يلعبه الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة اللبنانية مرحب به من غالبية الأطراف والمكونات اللبنانية، مؤكدا أن قدر مصر أن تكون حاضرة دائما للتدخل في الدفاع عن الدولة الوطنية العربية والأمن القومي العربي.. وإلى نص الحوار ..
لماذا تأخر تشكيل الحكومة اللبنانية حتى الآن؟
تأخر تشكيل الحكومة سببه عاملين، الأول خارجي مرتبط بعلاقة حزب الله بإيران التي لها مصلحة في إرسال رسائل لأمريكا بامتلاكها أوراق اقليمية يقوي موقفها التفاوضي معها وحل المشاكل يكون عبر أدواتها كحزب الله مثلا الذي يتخذ موقف الحياد السلبي بعدم ممارسة الضغوط اللازمة على رئيس الجمهورية للكف عن وضع العقبات أمام تسهيل تشكيل الحكومة الجديدة لأنه بانتظار الضوء الاخضر الايراني بهذا الشأن.
ما هو العامل الثانى المتسبب في تأخر تشكيل الحكومة الجديدة؟
العامل الثاني داخلي إذ أصبح واضحا للجميع داخليا وعربيا ودوليا أن المعرقل الوحيد هو جبران باسيل وفريقه المتمثل في التيار الوطنى الحر الذى يسعى للانقلاب على دستور الطائف الذي اناط برئيسي الجمهورية والحكومة معاً التوقيع على مراسيم تأليف الحكومة وبالتالي يبتز جبران باسيل القوى السياسية بجانب الرسائل التي يحاول باسيل إرسالها للأمريكان للمقايضة مقابل التسهيل بالتشكيل برفع العقوبات الأمريكي المفروضة عليه بتهمة الفساد وكذلك يريد التيار الوطنى الحر الاستحواذ على ثلث عدد الوزراء للتعطيل عندما تدعوه الحاجة لذلك خاصة في حال تعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، كما أنه يريد الاستئثار بتسمية الوزراء المسيحيين في الحكومة وهذا انقلاب واضح على الدستور الذي حصر مهمة تشكيل الحكومة بالرئيس المكلف من قبل المجلس النيابي بموجب استشارات ملزمة لرئيس الجمهورية.
كيف ترى الاختلاف الكبير بين القوى السياسية اللبنانية حول تشكيل الحكومة؟
كما سبق وذكرت، داخلياً جميع القوى السياسية بتوجهاتها السياسية وانتمائتها الطائفية متفقة فيما بينها على الأسس الذي يعتمدها رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي في التأليف باستثناء التيار الوطنى الحر الذى لديه حسابات خاصة وهذه قمة الأنانية واللا مسؤولية الوطنية .
من يعطل تشكيل الحكومة حتى الآن؟
أما المعطل فالجميع في الداخل والخارج التيار الوطنى الحر، ولقد أصبح الأمر محسوما على هذا الصعيد.
كيف ترى اختيار نجيب ميقاتى لرئاسة الحكومة الجديدة ؟
تم تكليف الرئيس ميقاتي بأكثرية نيابية ملزمة وهو يملك حيثية شعبية واجتماعية وعضو في نادي رؤساء الحكومة السابقين وله علاقات دولية ناجمة عن رصيده الكبير والناجح في مجال الأعمال، كما أنه أول من رفع شعار نأي لبنان بنفسه عن الخلافات العربية والتدخل في شؤونها وهو من المؤمنين بعروبة لبنان ودوره التفاعلي في محيطه بشكل حاسم .
هل تتوقع نجاح نجيب ميقاتى في تشكيل الحكومة؟
نجاح نجيب ميقاتى في تشكيل الحكومة هذا ليس مرتبطا بشخصه وهو المعروف عنه تدوير الزوايا والتسويات المرتكزة على ثوابت صلاحياته الدستورية المتشبث بها والتي يحاول جبران باسيل الانقضاض عليها، ولكن الرئيس نجيب ميقاتي بتقديري سيكون له بالمرصاد موقفا ودستوريا، لذا فإن نجاح تشكيل الحكومة الجديدة مرهون بموقف رئيس الجمهورية بجانب ضرورة الكف عن الاستفزاز والكف عن الخطاب الطائفي البغيض.
ماذا لو استمر تأخر تشكيل الحكومة اللبنانية؟
عدم تشكيل حكومة جديدة منذ سنة لوضع حد للانهيار المتدحرج بسرعة حياتيا واجتماعيا وماليا سيضع مصير الكيان اللبناني في المجهول خاصة بعد تحلل مؤسسات الدولة وتعطل مهامها بحيث أصبحت شريعة الغاب هي السائدة في العديد من المناطق اللبنانية.
كيف تتمكن لبنان من العبور من أزمتها الاقتصادية والمالية؟
لابد من إجراء الإصلاحات البنيوية لمؤسسات الدولة ومكافحة الفساد المستشري الذي أصبح قاعدة العمل السياسي في لبنان وليس الاستثناء، كما أن إعادة الاعتبار إلى هيئات الرقابة الرسمية واستقلالية القضاء المحصن من تدخلات الأحزاب والسياسيين ورفع السرية المصرفية عن جميع العاملين في القطاع العام وتطبيق ملزم لقانون الإثراء غير المشروع لهم ، جميع هذه الاجراءات هي ضرورية لإعادة ثقة المستثمر وتوظيفاته في لبنان .
كيف يمكن أن تخرج لبنان من أزمتها عبر تشكيل حكومة جديدة؟
هناك ضرورة للتشكيل العاجل لحكومة مهمتها وقف الانهيار والالتزام بشروط الدول المانحة خاصة العربية منها المؤهلة وحدها تقديم يد الإنقاذ المشروط بإصلاحات بنيوية للدولة ومكافحة الفساد وتعزيز دور القضاء وايجاد حل جذرى لأزمة الكهرباء التى شكلت 60% من المديونية العامة للدولة وسببها صفقات الفساد والمشاريع الوهمية بالإضافة لضرورة سلوك درب التفاوض مع صندوق النقد الدولي من أجل ضخ العملة الصعبة المفقودة في السوق المالية اللبنانية والعمل على الحد من الارتفاع الكارثي لمعدلات التضخم الذي ساهم في ارتفاع معدلات الفقر بين اللبنانيين والتي بلغت 60% منهم.
فيما يتعلق بالقطاع المصرفى اللبناني الذى يواجه أزمات كبرى برأيك كيف يمكن مواجهتها؟
لابد من إعادة الاعتبار للقطاع المصرفي وإصلاحه والتأكيد على حقوق المودعين من لبنانيين وعرب وأجانب مسألة محورية لإعادة تنشيط الاقتصاد ودورها المالي والنقدي والأهم من كل هذا هو التصالح الرسمي من النظام العربي والحد من تدخلات إيران في شؤون لبنان عبر دعمها لحزب الله ولطائفة بعينها إذ أن الدعم يجب أن يكون للدولة اللبنانية حصرا .
ما هى رسالتك للقوى السياسية من أجل الحفاظ على مستقبل لبنان خاصة في ظل الاختلاف الكبير فيما بينها ؟
أدعو جميع القوى اللبنانية إلى الكف عن تبادل النفاق المتبادل لأن كل منها يضمر غير ما يعلنه وهذا قمة الخبث والتفاهة السياسية التي كانت وما زالت أحد أسباب انهيار الوضع لذلك أول سؤال يجب أن يطرح على هذه القوى هو أي لبنان نريد؟، هل يريدونه ساحة ووقودا للآخرين على أرضه أم يريدونه بلدا عربيا متناغما مع محيطه العربي ويسير معه في ركب التنمية والاستعداد لدخول اقتصاد المعرفة والثورة التكنولوجية والمدافع عن البيئة ، كما أن تبني استراتيجية بيئة خضراء أصبحت جزءا لا يتجزأ وعنصرا أساسيا من عناصر التنمية المستدامة في منطقتنا العربية حيث إننا دخلنا مرحلة التحديات الحياتية المصيرية على مستوى المياه .
مر عام على انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020.. الآن برأيك إلى أين تذهب لبنان؟
بعد عام على انفجار مرفأ بيروت يتأكد لنا يوميا أن هناك انسلاخ عن واقع معاناة الشعب اللبناني، فهذا الحدث الجلل أودى بأكثر من سبعة الآف مواطن بين جريح وشهيد ومفقود وتهجير مائتي ألف مواطن من المنطقة وتدمير وتصدع الاف المنازل ، وأمام هذه الجريمة نجد أنه يتم الامتناع عن تسديد ديون الدولة الخارجية ما أدى إلى الإسراع في الانهيار المالي ما جعل لبنان دولة فاشلة على كافة المستويات.
لماذا لم نجد أحكاما قضائية ضد المتهمين في كارثة انفجار مرفأ بيروت؟
وعد رئيس الجمهورية بانتهاء التحقيق خلال خمسة أيام من الكارثة الفاجعة إلا أنه لم يتم الانتهاء من محاكمات المتورطين في هذه الكارثة حتى الآن، علما أن قوى سياسية عديدة من بينها تيار المستقبل والحزب الاشتراكي والقوات اللبنانية طالبوا بتحقيق دولي في كارثة مرفأ بيروت، وعليه مع الأسف فإننا تعودنا أنه في الجرائم الكبرى لن نصل عبر القضاء اللبناني إلى معرفة حقيقة اسباب ما حدث في انفجار المرفأ .
ما هي الخطوات التي يجب اتخاذها لمنع تكرار مثل هذه الكارثة الكبرى ؟
أهم قرار يجب اتخاذه هو وقف الانهيار والارتطامات المتكررة الناجمة عنه وهذا لا يتم إلا عبر اعادة تكوين السلطة وتطبيق جميع مندرجات الدستور والأهم هو اصلاح اليات اتخاذ القرار وتأكيد استقلالية القضاء .
هل ترى أن المؤتمرات الدولية التي تعقدها دول العالم لدعم لبنان من الممكن أن تؤتى بثمارها؟
لقد عقدت 4 مؤتمرات دولية إنقاذية منذ حكومات الشهيد رفيق الحريري المتعاقبة ثم مع الرئيس سعد الحريري وأخرها المبادرة الفرنسية للإنقاذ وجميعها كانت تسبق المسؤليين اللبنانيين بالاهتمام بمستقبل لبنان واللبنانيين مما أوقعونا فيه ، لكن الاستعصاء عن الإصلاح هي التي اوصلتنا إلى الانهيار والتحلل الكامل للدولة ، لذلك لن تقدم الدول المانحة على أي دعم للإنقاذ ما لم تلمس جدية حقيقية للإصلاح والشفافية ومكافحة الفساد.
إذن كيف ترى عقد المؤتمر الدولي الثالث لدعم لبنان والذي شارك فيه رؤساء دول عربية واجنبية مانحة؟
الدور المحوري والإيجابي الذي يلعبه الرئيس السيسي في الأزمة اللبنانية مرحب به من غالبية الأطراف، بل كان مطلوبا بإلحاح من أجل إحداث ثقل وفارق نوعي في اعادة التوازن للحضور العربي في لبنان الذي استفردت به ايران لحين من الزمن ، قبل المبادرة المصرية المشكورة.
كيف ترى الموقف المصرى بشأن دعم لبنان؟
أكدت التطورات الإقليمية والتحولات الجيوسياسية أن مصر كانت وستبقى دوما الضامن الأساسي للأمن القومي العربي ولبنان في مقدمها لأنه يشكل رأس الحربة لمواجهة الهجوم الذي يتعرض له المشرق العربي، لذلك شاهدنا كيف كان لتدخل مصر الإغاثي السباق، بموازاة الأشقاء الخليجيين، لإنقاذ اللبنانيين الذين تضرروا من جراء الكوارث التي أصابت لبنان.
هل الدعم المصرى للبنان وليد اللحظة أم تاريخى أيضا؟
موقف مصر لدعم لبنان تاريخي بدأ بدور مصر بإنشاء جامعة بيروت العربية وتقديم منح الدراسات الجامعية للطلاب اللبنانيين في الجامعات المصرية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ووصل حتى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يقود ثورة نهضوية حقيقية تسمح بدخول مصر القرن 21 من الباب العريض أمنيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وتنموياً انطلاقاً من مبدأ الاستقلال الوطني وعدم التبعية لأي محور دولي إلا محور مصالح مصر والعرب بما يحصن أمننا القومي بوجه تحديات القادم من الأيام.
ما هي أشكال الدعم التي قدمتها مصر للبنان؟
الدعم المصري الذي قدمته للبنان لحظة انفجار المرفأ ليس بجديد بل هو يعود لعشرات السنين منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والذي عاد اليوم ويستكمله بقوة وحكمة وحزم الرئيس السيسي من خلال سعيه لدعم موقع رئاسة الحكومة والمساعدة في إزالة ألغام التعطيل حولها.
كيف ترى تصريحات الرئيس السيسى الداعمة للبنان؟
أتت هذه التصريحات الداعمة للبنان كرسالة وضحة لمن يعنيهم الأمر في الداخل اللبناني والخارج الاقليمي بأن الإخلال بالتوازنات في الدخل اللبناني خط أحمر وتجلى ذلك في اللقاء الذي جرى مع الرئيس سعد الحريري قبل اعتذاره عن الاستمرار في تشكيل حكومته، ثم بالمواقف الداعمة للرئيس ميقاتي مؤخرا ، فمصر مع الرئيس السيسي دورها العربي الضامن للحفاظ على هوية لبنان العربية في وجه محاولات ضربها من قبل الأصوليات التي تدعي الإسلام سنية كانت أم شيعية لأن مشغلهما معروفين إقليميا، لذلك فإن آمالنا معقودة على الشقيقة مصر والرئيس السيسي رغم التحديات التي تواجهها على مستوى الإقليم من أجل الاستمرار في احتضان لبنان وصيانته في وجه العواصف التي تداهمه.
كيف ترى دعم مصر للقضايا العربية بشكل عام؟
قدر مصر أن تكون حاضرة دائما للتدخل في الدفاع عن الدولة الوطنية العربية والأمن القومي العربي وعدم الانعزال والانكفاء داخل حدودها والرئيس السيسي يدرك هذا الأمر لأن خلاف ذلك هو استضعاف لها وانقضاض عليها ويسمح للطامعين بإسقاط الدولة الوطنية وتكرار محاولاتهم الانقلاب عليها وبالتالي إسقاط خط الدفاع المصري الوحيد المقتدر عدة وعددا عربياً من المحيط إلى الخليج.