استيقظت الولايات المتحدة صباح 11 سبتمبر عام 2001، على أحد أسوأ الأيام فى تاريخها والذى بات يعرف بـ "الثلاثاء الأسود".. أربع طائرات مدنية تم اختطافها وتغيير وجهتها اقتحمت اثنتان برجى مركز التجارة العالمى فى نيويورك، وسقطت الثالثة فوق مبنى البنتاجون فى واشنطن، بينما وقعت الرابعة فوق حقل فى بنسلفانيا بعد مقاومة الركاب للخاطفين.
أكثر من 3000 آلاف شخص فقدوا حياتهم فى هذا اليوم، آلاف من المصابين وآخرين ذهبوا ضحية الغبار السام فيما بعد ولم يكن هذا سوى البداية، عرف العالم أجمع منذ ذلك الحين ما عرف باسم "مرحلة ما بعد 11 سبتمبر".
لم تعد أمريكا كما كانت بعد هذا اليوم داخليا وخارجيا وتبع ذلك تغييرا فى السياسات الأمريكية والدولية.
داخليا.. أصبح المسلمون فى أمريكا تحت مجهر الـ CIA والـ FBI وزادت جرائم الكراهية ضدهم، وأنشأت واشنطن إدارة أمن النقل لتعزيز الأمن فى المطارات والطائرات ضمن إجراءات أخرى لتعزيز الأمن ومنع تكرار المأساة، وتغير نهج الأمن القومى الأمريكى، ليصبح أكثر اعتمادا على الحرب الاستباقية لمهاجمة العدو.
خارجيا.. أصبحت الحرب على الإرهاب فى صدارة أولويات واشنطن حرب العدو فيها غير مرئى ومعاركها تتخطى حدود المكان، بدأت بغزو أفغانستان لملاحقة "القاعدة" وبن لادن بين الجبال، ولحقتها حرب العراق بذريعة مساعدة صدام حسين، للإرهابيين وامتلاكه أسلحة دمار شامل، ليحل الخراب بالبلدين، ويتسع الإرهاب فى شتى بقاع الأرض.
بعدها بدأت استراتيجية "الشرق الأوسط الكبير" و"الفوضى الخلاقة"، التى تبنتها إدارة جورج دبليو بوش بزعم تشجيع الإصلاح فى المنطقة
لكنها لم تأت سوى بمزيد من الخراب فى المنطقة وصل ذروته عند ما يسمى بـ "الربيع العربى"، فتحول إلى شتاء قاتم أسقط دولا لم تستطع النهوض منه حتى الآن، وبذلك لم يدفع الأمريكيون وحدهم ثمن 11 سبتمبر، بل دفعه معهم دولا وشعوبا كثيرة.
والآن وبعد 20 عاما على الهجوم الإرهابى الأكثر دموية فى التاريخ المعاصر، لم يصبح العالم أفضل أو فى مأمن من الإرهاب، وبدلا من مواجهة القاعدة وحدها أصبح هناك داعش وبوكو حرام وغيرها من الجماعات الإرهابية، وبعد الانسحاب المنكسر لأمريكا من أفغانستان وعودة طالبان تتعالى التحذيرات من 11 سبتمبر جديد.. فهل تتحقق أسوأ المخاوف؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة