وضعت الدولة المصرية، بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى، استراتيجية لبناء الإنسان المصرى، فى صدارة تحركاتها التنموية، وتعاونت السلطتين التنفيذية والتشريعية لتنفيذها، وعلى رغم من جائحة كورونا، فكانت من أولى الدول التى سبقت فى ترتيب أولوياتها، وعملت على توزيع الاستثمارات على القطاعات التى تدعمها وهى التعليم والصحة والتحول الرقمى، بالإضافة إلى المبادرة التنموية غير المسبوقة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى وهى مبادرة "حياة كريمة".
وإيمانا باستمرار تلك الاستراتيجية، ووفقا لموازنة العام الجديد حسب إعلان وزارة المالية فقد تم تخصيص 30.6٪ من مخصصات موازنة البرامج والأداء للعام المالى لمشروعات تحسين مستوى معيشة المواطنين، و27.3٪ لبناء الإنسان، و31.3٪ لتحقيق التنمية الاقتصادية ورفع كفاءة الأداء الحكومى؛ باعتبار ذلك من أهم الأهداف الاستراتيجية لبرنامج عمل الحكومة.
وتأتى مبادرة حياة كريمة، لتكون فرصة جديدة فى مستقبل أفضل للقرى المصرية، وتمثل خطوة فى رحلة بناء الإنسان المصرى وتغيير تفكيره ورفع الوعى لديه بإجراءات إصلاحية جادة ومختلفة لتغيير شكل الحياة بالريف المصرى، باستفادة تصل أكثر من نصف سكان مصر وتقوم لأول مرة بضخ ما يقارب من 900 مليار جنيه فى المجتمع المصرى خلال 3 سنوات، ومن المنتظر الانتهاء من المرحلة الثانية من مبادرة حياة كريمة" فى عام 2024 بمعظم المحافظات بنسبة تنفيذ 100%، وقد تم اعتماد 216.8 مليار جنيه من ميزانية العام المالى الجديد الذى بدأ فى 1 يوليو 2021، للعمل بشكل مباشر على 13 محورًا منها: الصحة، التعليم، سكن كريم، الزراعة، إقامة مجمعات خدمية، الرى، البنية التحتية، والشباب والرياضة.
ولرفع الوعى وتعزيز الهوية، سيتم العمل على توسيع الأنشطة الثقافية بقرى حياة كريمة، حيث ستتحرك وزارة الثقافة بـ 1174 نشاط، فى 106 قرى بـ 7 محافظات، وتتضمن خطة الشباب للعام الجارى برامج شبابية تصل لـ158 برنامج موجهة لـما يقرب من 14 مليون شاب بتكلفة تصل لـ630 مليون جنيه، وتتمثل فى بث روح الولاء والانتماء بين النشء بواقع 19 برنامجا يستفيد منه 291 ألف شاب، و7 برامج لصالح تنمية الوعى السياسى باستفادة 287 ألف شاب و20 برنامج لتشجيع النشء والشباب على العمل الجماعى والتطوعى لصالح 144 ألف مواطن، تنمية الوعى الثقافى والعلمى واطلاق المهارات الإبداعية ضمن 78 برنامج، بجانب التوسع فى الأنشطة الترويجية لشغل أوقات الفراغ، بجانب دعم الخدمات الشبابية برامج وأنشطة، وتأهيل الشباب لسوق العمل ونشر ثقافة العمل الحر.
وفى إطار جهود الدولة لبناء الإنسان المصرى من الناحية الصحية، أطلقت العديد من المبادرات الرئاسية، بجانب منظومة التأمين الصحى الشامل، وقد تم تقديم الخدمة الطبية لأكثر من 90 مليون مواطن ضمن المبادرات الرئاسية، حيث وصلت معدل الزيارات من قبل المواطنين إلى أكثر من 108 ملايين زيارة، منها مبادرات السمنة لطلاب المدارس من الصف الأول الابتدائى إلى السادس الابتدائى، وآخرى للكشف المبكر عن حديثى الولادة، مبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة المصرية ضمن حملة ( 100 مليون صحة) فى مسعى إلى رفع مستوى الوعى بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدى ووسائل الوقاية من هذا المرض لتصل لما يقرب من 16 مليون سيدة، تقديم الخدمة الطبية لأكثر من 90 مليون مواطن ضمن المبادرات الرئاسية، وتم فحص مليون سيدة ضمن مبادرة "العناية بصحة الأم والجنين" للكشف المبكر عن الإصابة بالأمراض المنتقلة من الأم للجنين.
وسعت الدولة على تكثيف "برامج الحماية الاجتماعية"، مــن أجــل توفيــر الحمايــة مــن المخاطـر الاقتصادية والاجتماعية والبيئيـة التـى تواجههـا الأسرة المصريــة، ولاســيما الفئــات المســتضعفة، وكان أبرزهــا برنامج الدعم النقدى، تكافل وكرامة ويستفيد منه 3,8مليون أسرة، يأتى ذلك بجانب برنامج سكن كريم، لتوفيـر أبسـط شـروط الكرامـة والإنسانية والسماح للأسر الأولى بالرعايــة والأكثر فقــرا بالعيــش فى ظـروف بيئيــة وصحيــة مناســبة، حيــث يقــوم البرنامــج بعمــل التدخلات اللازمة مــن أســقف المنــازل وخدمــات الصــرف الصحــى وميــاه الشــرب، هذا بجانب تدخلات التنمية الاقتصادية فى دعم المشروعات الصغيرة بقرى الريف المصرى.
ووضعت الدولة على رأس اهتماماتها، رعاية الفئات المهمشة وتسليط الضوء عليهم، حيث أطلـق علـى عـام 2018 "عـام ذوى الاحتياجـات الخاصـة، وجــاءت أبــرز قــرارات الدولــة المصريــة تجــاه ذوى الاحتياجــات الخاصــة بتســهيل إجــراءات الحصــول علــى "معــاش معــاق" وتطويــر محطــات الســكك الحديديــة لتلائمهــم، كمــا منــح "متحــدو الإعاقــة" تخفيضــا بقيمــة 50 %بوسـائل النقـل والمواصـلات، علاوة علـى تخصيـص 500 مليــون جنيــه مــن صنــدوق "تحيــا مصــر" لدعــم متحــدى الإعاقــة.
وأصدر مجلس النواب قانــون حقــوق الأشخاص ذوى الإعاقة الصــادر بالقانــون رقــم 10 لســنة ۲۰۱۸، ووفـر القانـون آليـات الإتاحة لتعزيـز قـدرات الأشخاص مـن ذوى الاحتياجات الخاصــة، وكذلــك التمكيــن السياســى لهـم مـن خـال تمثيلهـم بنسـبة ملائمة فى البرلمـان وفـق القانـون والدسـتور، وقــد أبــرز القانــون العديــد مــن المكتســبات للأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصــة مــن خلال وضــع أول تعريــف جامــع للأشخاص ذوى الإعاقة يكفــل ضــم كل شــرائح الإعاقة تحــت مظلتــه، بالإضافة إلى ضمــان اســتخدامهم كافـة الخدمـات دون إقصـاء أو اسـتبعاد، وحقهـم فى تـولى المناصــب القياديــة بالدولــة.
هذا بجانب العمل على تمثيل أوسع للشباب فى المجالس النيابية والمناصب القيادية بالدواوين الحكومية، وزيادة فرص التمكين والتأهيل .
