تطور تكنولوجى كبير فى "بيت العرب".. الجامعة العربية تواكب العصر باقتحام عالم التكنولوجيا.. اجتماع وزراء الخارجية العرب "بدون أوراق" لأول مرة.. وكورونا دفعت لتعزيز القدرات لمواجهة أزمات "عابرة للزمن والحدود"

الأحد، 12 سبتمبر 2021 12:07 م
تطور تكنولوجى كبير فى "بيت العرب".. الجامعة العربية تواكب العصر باقتحام عالم التكنولوجيا.. اجتماع وزراء الخارجية العرب "بدون أوراق" لأول مرة.. وكورونا دفعت لتعزيز القدرات لمواجهة أزمات "عابرة للزمن والحدود" جامعة الدول العربية - صورة أرشيفية
بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
في الوقت الذى تشهد فيه جامعة الدول العربية، نشاطا دبلوماسيا مكثفا، خلال الأشهر الماضية، بدءً من الزيارات التي قام بها كبار مسئوليها، ومشاركاتهم المتميزة، في كافة المحافل، لحماية حقوق الدول الأعضاء، وعلى رأسها مؤتمر بغداد، واجتماع دول الجوار الليبى في الجزائر، وحتى اجتماع وزراء الخارجية العرب، والذى عقد الخميس الماضى، في مقر الأمانة العامة، إلا أنها تتحرك في العديد من المسارات الأخرى، توازيا مع مسارها السياسى، وعلى رأسها المسار التكنولوجى، وذلك حتى يتسنى لها قيادة المنطقة العربية، نحو عصر جديد، يقوم في الأساس على التحول نحو التكنولوجيا، وهو الأمر الذى تجلى بوضوح مع بزوغ أزمات ذات طبيعة جديدة، وعلى رأسها تفشى فيروس كورونا، والذى فرض قواعد جديدة، ليس فقط على العلاقات الاجتماعية بين البشر، ولكن أيضا في العلاقات الدولية، من خلال عقد الاجتماعات عن بعد وظروف العزل الصحى وغير ذلك من مفاهيم باتت جزءً لا يتجزأ من الواقع الدولى.
 
 
 
ولعل التحول الكبير نحو التكنولوجيا داخل أروقة "بيت العرب"، تجلى بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة، في العديد من الفاعليات، كان أخرها اجتماع وزراء الخارجية العرب، والذى انعقد لأول مرة بدون أوراق، عبر الانتقال إلى النظام الإلكتروني بالكامل، وهو الأمر الذى لاقى إشادة كبيرة من العديد من المتابعين باعتباره نقلة مهمة في تاريخ الجامعة العربية، بالإضافة إلى كونه دافعا مهما لتعميم مثل هذا النموذج في العديد من الدول العربية الأخرى، مع التوجه نحو مزيد من التحديث في المستقبل في العديد من الفاعليات القادمة في المستقبل القريب.
 
ففي خلال كلمته أمام الاجتماع، أشاد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بالخطوة، معتبرا إياها نقلة مهمة في عمل الأمانة العامة، متقدما بالشكر لكل من ساهم في هذا العمل المهم من أطقم الموظفين والفنيين والخبراء.
 
الإشادة لم تقتصر على الأمين العام، وإنما امتدت إلى مسئولين أخرين، وعلى رأسهم السفير حسام زكى، والذى اعتبر، في منشور له بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، أن الأمر بمثابة "إنجاز"، معربا عن فخره الكبير بإشرافه عليه، معربا في الوقت نفسه عن التقدير لكل من ساهم في خروج هذه الدورة بهذا المظهر الحداثى.
 
 
التحول نحو التكنولوجيا، أصبح بمثابة أحد أهم الأولويات التي تبنتها الجامعة العربية في الآونة الأخيرة، خاصة مع تفشى فيروس كورونا، حيث أدركت إدارة "بيت العرب" حقيقة مفادها أن هناك حاجة ملحة لتعزيز القدرات على الصمود فى مواجهة أزمات مركبة، وممتدة التأثير، حتى لو كان احتمال وقوع هذه الأزمات ضئيلاً، خاصة وأن المدى الزمنى والجغرافى، ناهيك عن حجم التداعيات المترتبة على مثل هذه الأزمات يبقى خارج نطاق التوقعات. 
 
ففي تصريح سابق، قال أبو الغيط إن جائحة كورونا قد كشفت عن الكلفة الإنسانية والاقتصادية العالية لمثل هذه الأزمات الخطيرة بما يُبرر حشد الموارد والإمكانيات فى المستقبل للاستعداد لها، ذلك أنه مهما ارتفعت تكلفة تعزيز قدرات الدول فى التعامل مع أزمات مستقبلية محتملة، فإنها لا تُقارن بتكلفة الأزمة حال وقوعها.
 
ولكن بعيدا عن أزمة كورونا، فالجامعة العربية، ربما تحركت مبكرا نحو التكنولوجيا، وهو ما يبدو في العديد من الخطوات التي اتخذتها للتعاون مع دول ومنظمات رائدة في هذا المجال، أبرزها المبادرة الثلاثية التي أطلقتها بالتعاون مع كلا من اليابان والأمم المتحدة، منذ عام 2019، حيث تعقد الكيانات الثلاثة مائدة مستديرة بشكل منتظم، بهدف زيادة التعاون بهدف اقتحام التكنولوجيا، ليكون أحد أهم أركان العمل داخل أروق الجامعة في المستقبل، وهو الأمر الذى أثبتت المستجدات والأزمات أهميته في السنوات الماضية.
 
 
من جانبه، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكى، في تصريحات سابقة إن الإدراك أصبح متزايدا أن التحول الرقمى لا غنى عنه، موضحا أن الكيان العربى المشترك يعمل حاليًا، بالتعاون مع شركائه، وعلى رأسهم الإسكوا والاتحاد الدولى للاتصالات والمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات، على تحديث الاستراتيجية العربية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للفترة بين عامى 2022 2026.
 
وأضاف أن جامعة الدول العربية تعمل أيضاً على تطوير ورفع كفاءة البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات فى الأمانة العامة حتى تتمكن من مواكبة التحول الرقمى العالمى.
 
النجاح الكبير الذى حققته جامعة الدول العربية فيما يتعلق بمسألة التحول نحو التكنولوجيا، تجلى بصورة كبيرة في اجتماع مجلسها، على مستوى وزراء الخارجية، الخميس الماضى، بينما كان محل إشادة كبيرة قبل ذلك، من قبل العديد من المتابعين، والمسؤولين الدوليين، والذين لمسوا الحرص الكبير من قبل "بيت العرب" إلى مواكبة العصر ومتطلباته، حتى يمكنه مواجهة التحديات، في شهادات تعكس حجم الجهد المبذول في هذا الإطار.
 
تقول مدير المكتب الإقليمى للدول العربية لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائى خليدة بوزار، إن جامعة الدول العربية قدمت مثالاً رائعاً للقيادة فى هذا المجال، حيث تمضى قدمًا فى رقمنة جميع أعمالها وعملياتها بدعم مقدّم من الحكومة اليابانية، ويسر برنامج الأمم المتحدة الإنمائى أن تتاح له فرصة تيسير هذا التحول.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة